2015-11-02 • فتوى رقم 76306
السلام عليكم
أنا شاب دمرت لي أمي حياتي ماديا ومعنويا، أعاني منذ أعوام حتى أني أشك أن تكون أمي، حتى أنها استولت على مالي وتطردني كل يوم، وأنا طالب جامعي ولا أريد ترك الدراسة في عامي الأخير، أصبحت أكرهها، وأنا اليوم عنيف مع الكل، حتى الطعام أجد فيه التعسير رغم الخير المتوافر، ورغم أنها تستفيد من أرضي كل عام، أنا أكرهها، وأكره نفسي، وأحس أني سوف أعذب في الآخرة بسببها كما أعذب في الدنيا، فعلت الكثير لترضى، ولكنها تكرهني منذ ولدت، ما مصيري مع الله في هذه الحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولك نصح أمك باللطف واللين وقت الراحة والهدوء والدعاء لها بالهداية، ويمكن أن تجعل علاقتك بها رسمية درءا للمشاكل، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.