2015-11-14 • فتوى رقم 76439
هناك شخص قذف أمي بالفاحشة، ولعن لي والداي، ولعنني، دعى عليَّ بالنار والعذاب، وشخص آخر قذف لي أمي بالفاحشة، فذات يوم تذكرت هذه الأمور، فغضبت بشدة، فبدأت ألعنهم وأدعوا عليهم بالنار والعذاب، وألعنهم وأدعوا عليهم بسبب ما كانوا قالوا من قبل، فأنا انتقمت منهم كذلك، فلعنتهم ودعوت عليهم بالنار انتقاما منهم كما ذكرت، فهل أنا آثم ومذنب أم لا شيء عليَّ لأنهم أول من بدأ؟ فهل أنا آثم مذنب أم لا شيء عليَّ البتة؟ وماذا يجب أن أفعل بينوا لي؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الشتيمة إلى حد القذف بالزنى أو اللواط هي من الكبائر، سواء كان القاذف صادقا أو كاذبا، فإن كان صادقا فهو فضيحة، وإن كان كاذبا فهو قذف وشتيمة، وكل ذلك حرام شرعا على المسلم، لأنها إيذاء للمؤمن، والمؤمن لا يجوز إيذاؤه، وعلى فاعل ذلك أن يسارع في التوبة والندم والاستغفار، مع طلب السماح والعفو من الشخص الذي آذاه فذلك شرط لصحة توبته.
ولعن المسلمين أمر منكر لا يجوز، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن المؤمن كقتله) وقال عليه الصلاة والسلام: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه، وقد روى الإمام أحمد في المسند عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلَا الطَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ)).
وكان عليك أن تدع أمرهم لله تعالى فهو يحاسبهم، وتنزه نفسك عن الرذيلة، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.