2015-11-18 • فتوى رقم 76493
السلام عليكم
أنا أم لثلاثة أطفال من سوريا، زوجي سافر وبقيت عند أهلي مع أطفالي بتركيا؛ لأن بيوتنا هدمت، ونعيش أنا وأبنائي، وأمي، وأبي، وأختي العذبة التي تصغرني أربع سنوات، وجدتي في بيت واحد، بادئ مجيئي للعيش مع أهلي كنت أحبهم، وأبذل قصارى جهدي لإسعادهم ماديا ومعنويا، ولكن مع طول الوقت والآن بعد عام من مكوثي عندهم وضعي المادي أصبح سيئا، والنقود قليلة؛ لأن زوجي لم يعد يرسل لي إلا الضروري للعيش بسبب ظروفه الصعبة هو أيضا، لذلك قللت أو شبه قطعت عن أمي وأبي العون المادي؛ لأن زوجي المال الذي يرسله يكفي أولادي وأنا، وبهذا والديا وبالأخص أمي تغيرت معاملتها معي، وأصبحت أفقد حنانها وعطفها اتجاهي، أصبحت أمي تحب نفسها فقط، وتبدي نفسها عني وعن أختي أيضا بكل شيء، وأنا لا شعور بقلبي اتجاهها، لم يعد مثل السابق، انصدمت بها وبتصرفاتها؛ لأنني اكتشفت أن أمي تحبني عندما أعطيها النقود، أصبحت أستمد العطف والحنان من جدتي؛ لأنها فعلا تمدني بالحنان واللهفة دون مقابل، وأصبح قلبي يحبها أكثر، ويحن عليها أكثر من أمي، علما أن جدتي هي والدة أمي، وأمي تحاول تطفيشها من البيت لترتاح من خدمتها، وأنا يزداد انصدامي وتفاجئي بأمي، وأقول في نفسي أفعل هذا بأمي لأن أمي تفعل هذا بأمها، أبي شديد العصبية، ويصرخ في وجهي ويهزئني أمام أبنائي والناس، لذلك لم يعد أبنائي يحترموني، وأنا كنت في الماضي ولحين وصولي للعيش معهم لم أرفع صوتي أمامهم، ولا أخالفهم، ولا أجادلهم، لكن الآن بعد عيشي معهم أصبح صوتي يرتفع قليلا، وأجادلهم أحيانا، هذا كله بسبب تغير معاملتهم معي وفقدان الحنان منهم، أرجو إفادتي ماذا أفعل؟ هل أكسب ذنبا بحب جدتي أكثر والعطف عليها أكثر من والديَّ؛ لأنني أحزن عليها لأنها كبيرة بالسن، ووالدتي تحاول تطفيشها لتعود لسوريا للحرب عند بناتها الأخريات، علما أني أقبل يدا والديَّ عندما يعلو صوتي وأطلب السماح منهما.
ساعدني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا إثم عليك في حب جدتك، وعليك أن تزيدي في بر أمك والإحسان إليها، وتتجنبي رفع الصوت عند الوالدين، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.