2015-11-24 • فتوى رقم 76566
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال هو كالتالي: كنت أعرف امرأة على الإنترنت، وبعدها كنت على علاقة بها، وبعدها كنت أطلب منها رقم هاتفها، وكانت ترفض، وبعدها كنت أعرف عنها أنها تخون زوجها، وكان عندي صورة لها، وفي الحقيقة أنا كنت أود إخباره بما تفعل من دون أي سبب، فاستغللت رفضها أنها تجعلني أتصل بها كحجة أني أنشر قصتها بما فعلت، وصورتها وهي تكلمني، كنت دئما أتراجع، لكن مرة غضبت منها جدا، فحلفت وقلت وأنا أعني ما أقول: وعليَّ الطلاق بالثلاثة لو غدا الساعة 12 الظهر لم تعطيني رقمك لأنشر صورتك وقصتك، وقلت لها: حتي ولو أعطيتني الرقم بعد الساعة 12 لم يصبح له أهمية، لأني لن أطلق زوجتي لأجل خاطرك، المهم فعلا في اليوم الثاني نشرت، وكان نيتي وأنا أحلف أني سأبقى أنشر إلى أن يصل الموضوع لزوجها، بعدها جاء شيخ وأفتاني أن طالما نشرت مرة أكون قد وفيت باليمين الذي حلفته، لكن وأنا أحلف كانت نيتي أني أستمر، لكن هو قال لي: هذا يكفي ولا تفضحها، وهذا الكلام وقال لي: سأسأل شيخي أيضا لأتأكد لك، فحسابي أغلق ولم أستطيع التواصل معه مرة أخرى، المهم أخذت بكلامه، وفعلا مسحت المنشورات التي كنت نشرتها، وهذا لسببين، السبب الأول هو: إن علاقتي بها صارت أحسن والسبب الثاني هو: أني أخدت بفتوى هذا الشيخ، ولكن بعد فترة بدأت أحس بالشك في كلام هذا الشيخ، فنشرت منشورا واحدا فقط بقصتها وصورتها لأجل لو أن كلام هذا الشيخ كان غلطا؛ لئلا يقع الطلاق من زوجتي، بعدها قرأت فوجدت أن هذا موضوع فيه لبس، ولم أعد أعرف شيئا، فقمت بنشر المنشور في كل مكان بقصتها، لكي أبقى على كلمتي، ولكن نشرته بكمية كبيرة مرة وحدة، ولم أستمر في النشر، هذه مسألة معقدة؛ لأني في الأول حلفت بطلقة واحدة، وبعدها قلت لها: أنا حلفت بالطلاق بالثلاثة، وكان سبب حلفي أني أنهي نفسي عن التراجع عن هذا الموضوع، وأنشر مهما كان كلامها لي، فعرضت الموضوع على مشايخ آخرين قالوا: كفارة اليمين صيام 3 أيام، وآخرين قالوا: إطعام 10 مساكين، إن لم تقدر فصيام 3 أيام، ولكن أنا أعلم ألا كفارة ليمين الطلاق، وأن جمهور العلماء ذهب لأن من حلف بالطلاق بالثلاثة ولم يؤد ما قال فقد وقع الطلاق، ما يحوك في صدري هو أني أخذت بفتوي هذا الشيخ، مع أني لم أكن مقتنعا بها كثيرا، وأنه هو قال: سيستشير شيخا أكبر منه ليتأكد لي أكثر، لكن هو فتواه كانت أني أمسح؛ لأني أنا نشرت مرة واحدة ونفذت يميني، لكن أنا يميني كان فيه الاستمرار بالنشر حتى يصل الأمر لزوجها، فما يحوك في نفسي أني لم أعد أنشر على أساس كلام هذا الشيخ.
فيا ليت أن تفتوني في هذا المضوع.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنت آثم أشد الإثم بفضيحة تلك الفتاة، وعليك أن تبادر فورا إلى التوبة النصوح مما نشرته عنها، ومن حديثها ومصاحبتها أيضا، وإذا لم تعجل بالتوبة فأخشى أن يفضحك الله في عقر دارك، روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)).
وروى مسلم قال صلى الله عليه وسلم (...من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)) أي رآه على قبيح فلم يظهره أي للناس.
وعليك أن تقطع صلتك بكل امرأة أجنبية عنك، وتندم على ما فعلت في ماضيك السيء، وأسأل الله أن يوفقك لتوبة نصوح، وطلاقك غير واقع فلا تتشكك فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.