2015-11-28 • فتوى رقم 76589
أحمد لديه محل ملابس بسيط، وقام بإدخال أولاده الخمسة بالتوالي لمساعدته في المحل، واضطر أولاده بعد ذلك لترك دراستهم، وضحوا بمستقبلهم من أجل التفرغ للسعي في التجارة منذ صغرهم، وتحملوا أعبائها ومسؤوليتها إلى جانب قيامهم برعاية وعلاج والدهم الذي كان قد أصيب بمرض نفسي مزمن، ومرض السكر، والكبد، مما اضطر أولاده إلى تحمل أعباء العمل، وإدارة التجارة، إلى جانب رعايتهم وعلاجهم لوالدهم، فاستطاعوا بجهدهم وسعيهم الدؤوب من تنمية رأس المال والأرباح وزيادة المكتسبات، بعد ذلك قام والدهم أحمد بإعطاء إخوته من أبيه رأسا من المال للتجارة به في المواد الغذائية في تجارة منفصلة عن الأولى، وإعطاء إخوته الاثنين 50% من رأس المال والأرباح مقابل سعيهم وإدارتهم للتجارة، أما بالنسبة لأولاده الخمسة فقد كان يوعدهم ويقول لهم دائما ويؤكد لهم: بأنه سيعطي كل واحد من أولاده الخمسة نسبة مقابل سعيه في التجارة، وبعد ذلك توفي أحمد، مع العلم أن أولاده الخمسة الذين سعوا هم من زوجته الأولى فقط، أما أولاده من زوجته الثانية فتوفوا وهم مازالوا قصارا.
السؤال هنا: إذا كان أحمد قد أعطى أخوه الأول 25%، وأخوه الثاني 25% من تجارته في المواد الغذائية مقابل إدارتهم لها، مع العلم أن سعيهم ست سنوات، فكم النسبة الذي يستحقها كلا من أولاده الخمسة الذين سعوا منذ صغرهم في تجارة الملابس والتي من أجلها ضحوا بتعليمهم ومستقبلهم من أجل تنمية التجارة؟ مع العلم أن سعيهم أكثر من عشرين عاما، وحققوا نجاحا أضعاف ما قام به أعماهم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأجر هؤلاء الأبناء بحسب الاتفاق بينهم وبين أبيهم، فإن اتفقوا على أن يأخذوا أجرا معينا فليس لهم إلا ذلك الأجر، وإن لم يتفقوا على شيء فالمرجع في ذلك إلى العرف، فيسأل المختصون في نفس مجال العمل، ويحددوا الأجرة التي ينبغي أن تكون لهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.