2006-10-16 • فتوى رقم 8195
قال الله تعالى:(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)
هاتان الآيتان وما تلاهما من آيات من سورة الأنفال أنزلهماالله سبحانه وتعالى وصفًا لغزوة إسلامية كبرى كان لها الأثر البالغ في مسيرة الدعوة الإسلامية، وكانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، وفيها استقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وعليه رداؤه وإزاره وقال: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد بعد في الأرض أبدًا"، فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرده، ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا رسول الله، كفاك مناشدتك لربك، فإن الله منجز ما وعدك، فأنزل الله ملائكة تقاتل مع المسلمين، وتحقق النصر بفضل الله.
- ما هي هذه الغزوة، وفي أي عام وأي شهر وقعت؟ وما معنى "ذات الشوكة" في الآية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهي غزوة بدر الكبرى، كانت في 17 رمضان، من السنة الثانية للهجرة.
وقد أشارت الآية الكريمة إلى ما في قصة بدر حين أخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بانصراف عِير قريش نحو الساحل وبمجيء نفيرهم إلى بدر، وأخبرهم أن الله وعدهم إحدى الطائفتين، أي إما العِير وإمّا النفير وعداً معلقاً على اختيارهم إحداهما، ثم استشارهم في الأمر أيختارون اللحاق بالعِير أم يقصدون نفير قريش فقال الناس: إنما خرجنا لأجل العِير، وراموا اللحاق بالعِير واعتذروا بضعف استعدادهم وأنهم يخرجوا لمقاتلة جيش، وكانت العِير لا تشتمل إلا على أربعين رجلاً، وكان النفير فيما قيل يشتمل على ألف رجل مسلّح، فذلك معنى قوله تعالى :{ وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} أي تودون غنيمة التجارة بدون حرب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.