2006-10-30 • فتوى رقم 8517
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: شيخنا الكريم، أنا سريع الغضب، وعندما أصاب بشيء انقطع عن الصلاة، وأسب الله، ثم أتوب، وتكرر هدا الأمر عدة مرات، وفي كل مرة أقول ستكون هده المرة توبتي نصوحاً، إلا أنني لم أعد أسب الله، ولكن انقطع عن الصلاة.
والآن أريد أن أتوب توبة نصوحا، وأصبر على قدري، وأتغلب عن عدم ثباتي على التوبة، يا شيخ: إنني ارتددت بالقول والفعل أكثر من ثلاث مرات، وقول الحنابلة يخيفني، فأخاف أن التزم وتوبتي غير مقبولة، فأنا الآن أصلي، فهل هدا يعني أن صلاتي غير مقبولة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70).
والله سبحانه وتعالى يقبل التّوبة من الكافر والمسلم العاصي بفضله وإحسانه كما وعد في كتابه المجيد حيث قال:« وَهوَ الَّذي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِه وَيَعْفُو عَن السَّيِّئاتِ».
والمرتد تقبل توبته ولو تكرّرت ردّته عند أكثر الفقهاء، لإطلاق قوله تعالى: «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهمْ مَا قَد سَلَفَ» ولقوله عليه الصلاة والسلام:« أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلا اللّه ، فإذا قالوا لا إله إلا اللّه عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على اللّه».
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
وعليك قضاء ما فاتك من صلوات وصيام، لأنها تبقى في ذمتك، ولا تبرأ منها بالتوبة.
وأسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويثبتك على توبتك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.