2006-11-07 • فتوى رقم 8687
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل: السلام عليك ، أفتني أراحك الله.
أنا عراقية، وقد مس خطيبي كرب عظيم، فقد اختطف من مكتبه لجماعة لا نعلم من هم في البداية بحجة أنه شيعي (ولكنه والله العظيم لا يفرق بين السني والشيعي، وأنا سنية)، وبعد ذلك أرادوا مبلغاً من المال مقداره 50 دفتر، أي ما يعادل 750 مليون دينار عراقي، فقلنا لهم: ليس لدينا أي إمكانية...، لا أريد أن أطيل، المهم أنهم وافقوا على أربع دفاتر ونصف، وقالوا لنا: بعد ساعة ونصف سيكون عندكم، ولكنه صار له يوم ونصف ولا من مجيب.
سؤالي يا شيخنا: إذا لا سامح الله قتلوه، هل يعتبر شهيد أم لا، وهل تغفر له كل الذنوب حتى لو كان عنده ذنب كبير، ألا وهو أنه جامعني قبل أن يعقد المهر، فقد كان من المقرر أن نعقد المهر بعد عدة أيام، لكن اختطافه حال دون ذلك، فهل يغفر لنا الله إن تبنا إليه توبة خالصة؟
وهل يحق لي في المستقبل أن أحج بيت الله عوضا عنه؟
أفتيي أراحك الله بالسرعة القصوى، فهناك من البلوى الكثير فيما يحدث في بغداد بالذات.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالخطيبة قبل العقد عليها أجنبية من كل الوجوه، ولا يحل النطر إليها إلا بين أهلها وبالحجاب الكامل مع كشف الوجه واليدين فقطإ فإذا عقد العقد مستوفيا لشروطه الشرعية كانت زوجة من كل وجه وحل لهما ما يحل للأزواج سواء دفع المهر أو لم يدفع.
وما قمتما به سابقا إذا كان قبل العقد ففيه إثم كبير، وعلى كل حال، فإذا عقد عليك بعد ذلك عقدا مستوفيا شروطه، فالعقد صحيح.
وعليكما الآن التوبة والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، عسى الله أن يغفر لكما.
ثم على المستفتية أن تحج عن نفسها أولا، لأن الحج عن النفس فرض، والحج عن الغير نفل، والفرض مقدم على النفل، ثم لها بعد ذلك أن تحج عن غيرها من المسلمين الأموات أو الأحياء بعد ذلك، سواء حجوا قبل ذلك أو لم يحجوا، ولها في ذلك الأجر الأوفى.
وأدعو الله تعالى أن يفك أسر خطيبك، وأن يفرج عن المسلمين ما هم فيه من البلاء، إنه على ذلك قدير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.