2006-11-08 • فتوى رقم 8737
طلاق الخلوة الشرعية
في سورة البقرة [آية:237] والتي تتحدث عن الطلاق، ما المقصود بالخلوة الشرعية وما يتعلق بها، من رد المهر "المتأخر " بعد الطلاق؟
وما هي عدة المطلقة في هذه الحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال تعالى: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة:237].
والمقصود هنا في الآية الطلاق قبل الدخول(الجماع)، وقد اتّفق الفقهاء على أنّ من طلّق زوجته قبل الدخول بها وقد سمّى لها مهراً يجب عليه لها نصف المهر المسمّى لزوجته لقوله تعالى :« وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ»، وإذا لم يسم لها مهرا في العقد فلها المتعة؛ وهي مبلغ من المال لا يزيد على نصف مهر مثلها.
وإذا تم الطلاق قبل الدخول والخلوة فلا عدة على المطلقة، أما إذا تم بعد الخلوة سواء حصل دخول(جماع) أو لم يحصل فإن العدة واجبة عليها، والخلوة معناها جلوس الزوجين في مكان مستقل، بعيدا عن أنظار الناس مدة نصف ساعة تقريبا أو أكثر.
والعدة مدتها ثلاث حيضات بدءا من تاريخ الطلاق، فإذا طهرت من الحيضة الثالثة فقد انتهت العدة.
والعدة لها أربعة أحكام؛ هي: البقاء في البيت وعدم الخروج منه إلا لضرورة أو حاجة ماسة وعلى قدرها فقط، وعدم التزين، وعدم مقابلة الرجال الأجانب إلا لضروة، وعدم الزواج من غير المطلق، فإذا انتهت العدة انتهت هذه الأحكام كلها معها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.