2006-11-10 • فتوى رقم 8798
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التفضل بالإجابة عن استفساري هذا:
في البداية لا أعرف من أين أبدأ، وهو أني فتاة أبلغ من العمر 31 عاماً، عندما كنت في السابعة عشرة أنهيت دراستي الثانوية، وسافرت إلى بلدي للإجازة. المهم هذا ليس استفساري، عندما كنت طفلة، وعندما يذكرون لي سيرة الزواج كنت أغضب غضبا شديداً لظروف معينة، إلى أن سافرت إلى بلدي، وذهبت مع أختي إلى كليتها، وقابلت هناك شابا تمنيته زوجاً لي، لم يتكلم معي، بل الكلام عن طريق العيون، حباً عفيفاً كان، بل أن كلاً منا كان ينظر للآخر بخجل، أي أنه عندما أنظر إليه قليلا أغض بصري قليلاً، وهو كذلك، كانت تلك الأحداث في يوم واحد، ورحعت إلى بلدي، واستمريت على ذلك الشعور سنة وشهرين إلى أن عرفت أنه خطب فتاة أخرى، وبصراحة لم يتقدم
لي أي أحد؛ لأنه بصراحة إلى الآن عندما يذكرون لي الزواج أتضايق، ليس بي عين أو مس، السبب هو تلك الذكرى الجميلة التي عشتها يوماً واحداً، أعيش اليوم في قمة السعادة وراضية بنصيبي.
سؤالي هو: إذا تقدم لي أي شخص، لن أستطيع الزواج منه بسبب ذلك الشخص، فهل
آثم على ذلك؛ لأن الله يعرف ما في قلبي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن الشاب الذي تمنيته زوجاً لك قد تزوج، فعسى الله أن يبعث لك خيراً منه في المستقبل، وليس لك أن ترفضيه لهذا السبب إن كانت في الخاطب الصفات المطلوبة، وأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216).
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، والتضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
وأسأل الله أن يفرج كربك وكروب المسلمين أجمعين، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.