2006-11-18 • فتوى رقم 8979
أنا شاب قمت بالحج، وبعد عودتى من الحج على مر أربع سنوات قمت بشرب الخمر، وسرقت، وزنيت، ولكنى تزوجت من التي زنيت بها، ولا أصلى، ولكنى بار بوالدي.
كيف أكفر عن ذنوبى، هل أقوم بالحج مرة أخرى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه.
وعليك قضاء ما فاتك من صلوات سواء قبل التوبة أو بعدها لأنها تبقى في ذمة الإنسان.
وكل ماهو مطلوب منك الآن أن تقدر الأوقات التي تركت الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70).
وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم, فعليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم، ثم إذا كنت راضيا عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.