2008-08-09 • فتوى رقم 8986
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي يا شيخ يتعلق بزوجي الذي غالباً لا يحسن معاملتي بسبب جلوسه أمام شاشة الكمبيوتر ساعات طويلة، الأمر الذي لا يجعله يتحدث معي أو يلاطفني، بل العكس، لا يريد رؤيتي أو التحدث معي بحجة أنني أزعجه، وحتى إنه يقوم بضربي في بعض الأحيان، وهو كثير كثير الكذب معي، فإذا تحدثت معه أو بكيت من تصرفاته يقول: أريدك أن تبكي أكثر لأنني أستمتع ببكائك، وإذا لم تعجبك الحياة معي فاخرجي من البيت.
مع العلم أن لدينا طفلا واحدا، وأنا دائما أدعو الله أن يجزيني على صبري، ومع أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيراً، فماذا أفعل؟
وما حكم الزوج الذي يسيء معاملة زوجته؟
أرجو الإفادة، جزاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبدا بغير مبرر، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعا، وقد امر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهره دعته إلى نوع من الهجران، كالمرض أو السفر مثلا، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب، وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربها أو في حق زوجها، ولكن بمقدار ما يردعها عن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح، دون مبالغة، لقوله تعالى: {وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} (النساء:34).
وأرشدك إلى الصبر على ما يصدر من زوجك، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه وتتحايلين في تغيير طبعه، فكل شيء ممكن أن يكون، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك،
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.