2006-11-18 • فتوى رقم 8992
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن ولدت وأنا أعيش طرف خالتي وجدتي، وكانت أمي متزوجة من رجل أخر غير والدي، ووالدي أيضاً متزوج، وكنت على اتصال بأمي، وكانت تساعدني في بعض الأحيان في الإنفاق علي، لكن أبي لا أعلم عنه شيئاً.
بعد أن انتهيت من التعليم سافرت لعند امي لأنها كانت تعيش في بلد آخر، وجلست عندها فترة من الزمن، ثم عدت مرة أخرى لعند جدتي، ورجعت سافرت بعدها لعند أمي مرة أخرى، وهناك تمت خطوبتي لشاب، وتم الزواج رغم الخلافات التي كانت من طرف أمي وأبي، وبدأت حياتي الزوجية، وانتقلت مع زوجي لبلدآخر، ولكن مع الأسف كان يوجد خلافات من طريق أمي كثيراً، وحاولت أن أداريها وألتمس لها الأعذار في كل مرة، لكن الخلافات موجودة، وكنت دائماً أحاول أن أحسن صورة أمي، لكن هي للأسف ما كانت تساعدني على تحسين هذه الصورة، حتى أني ذهبت أنا وزوجي لزيارتها مرة ولأداء فريضة الحج، لكنها بعد مدة الضيافة حدثت مشكلة كبيرة بينها وبين زوجي، وأحسست أن الحجة التي قمت بها ضاعت؛ لأنه لارفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
أنا ما زلت أخانق وأهاجم زوجي، مع أني أعلم أني أنا في معظم الأوقات لست على حق، المهم الأن ذهب زوجي إلى البلد التي تسكن بها أمي لأداء بعض الأشغال، وهناك زوجي رأى مشكلة حدثت بين أمي وزوجها، وبعد أن عاد حكى لي ما حدث.
ولكن هذا العام إن شاء الله سوف أذهب لأداء فريضة الحج تعويضاً عن الحجة السابقة، وطبعاً سوف أذهب لزيارة أمي، وكنت أنوي أن آخذ أمي معي لأداء فريضةالحج، لكن أنا متخوفة من المشاكل التي تختلقهاأمي.
وزوجي قال لي إنه من الأحسن أن لا تزوري أمك، واذهبي لأداء الحج فقط، لأنه يعلم أنه من الممكن في أي لحظة أن تقوم أمي بعمل مشاكل، وأنا أحسست وقتها بالإحراج والكسوف من زوجي، لأنه يتحدث عن أمي هكذا، لكن للأسف هي السبب.
أنا لا أعلم ماذا أفعل، وهل لو ذهبت وما أعلمت أمي بوجودي، هل هذا صحيح مع أني كنت قد أعلمتها بأني سأحضر، ومن الممكن أن أصطحبها معي لأداء فريضة الحج، ولكن ماذا أفعل: أكذب عليهاأم أكذب على أهل زوجي، وأقول لهم: إن أمي غير موجودة بالبلد، لذلك لن أقوم بزيارتها، لأنه وللأسف إن أهل زوجي سوف يذهبون معنا لأداء فريضة الحج.
رجاءاً أريد الرد سريعاً لأهمية الموضوع.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل لك قطع صلة أمك وإن أساءت إليك، فقد أوصى الله تعالى بالإحسان إلى الأبويين حتى وإن كانا كافرين.
فأرى أن تزوري أمك حين ذهابك للحج، ولو لبضع ساعات ومعك هدية مناسبة لها، لكن لك أن لا تصحبيها معك للحج إن رأيت أن هذا الأسلم لك ولزوجك، ولك أن تعتذري لها عن ذلك بشتى الأعذار دون أن تجرحي شعورها.
وأتمنى لك التوفيق والقبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.