2006-11-23 • فتوى رقم 9090
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أريد فتوى بخصوص جماعة التبليغ والدعوة، مع العلم بأني قد خرجت معهم فترة 13 يوما، وقد اتضح منهم ما يلي:
هذه الجماعة تقوم في المسجد الذي توجد به الجماعة بالأعمال الآتية:
أ – القيام بالشورى (تتشاور في الزيارات لأهل المدينة، من يقوم بالتعليم في هذا اليوم في المسجد، كيف تخرج جماعات 3 أيام أو 40 يوماً أو 4 شهور للدعوة... إلخ من أي موقف أو مشكلة).
ب - تقوم بالتعليم في المسجد، وغالبا ما يكون من كتاب رياض الصالحين، كذلك التعليم في البيت.
ج - يخرجون ثلاثة أيام من كل شهر في أي مسجد من المساجد.
د - يفرغون وقتاً لله للزيارات يوميا للدعوة، يتراوح ما بين ساعتين ونصف أو أكثر أو أقل على حسب الوقت المتاح لدى الأحباب.
ه – يقومون بعمل جولة أسبوعية عامة في الطرقات أو المنازل لتذكير الناس بالله، كذلك جولة انتقالية لمسجد مجاور، وتكون أسبوعية أيضاً.
2 – فى حالة الخروج 3 أيام أو 40 يوماً أو 4 شهور أو أي مدة أقل أو أكثر:
أ - هم يقومون بالخمسة أعمال المذكورة سابقا لهذه المدد المذكورة أعلاه.
ملحوظة: بالنسبة للمدد 3 أيام أو 40 يوماً أو 4 شهور أنا في اعتقادي وعلى ما قرأت وأنا أريد توضيحكم عليه:
الثلاثة أيام عندما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا علي رضى الله عنه أن يدعو الناس ثلاثة، ثم بعد ذلك يحاربهم، أما الآن فيمكن أن تكون الدعوة أو الحرب كما تعلمون! كذلك يمكن لكونها مدة قليلة، ولتكون لاستمرارية العمل والحث على الخروج.
أما بالنسبة لمدة أربعين يوما فيوجد حديث وإن كان ضعيفا، وهو كما يلي:( أخرج عبد الرزاق عن يزيد بن أبي حبيب، قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أين كنت؟ قال: كنت في الرباط، قال: كم رابطت؟ قال ثلاثين (أي ثلاثين يوما) قال: فهل أتممت أربعين) كذا في كنز العمال (2/288).
أما الخروج أربعة شهور لحديث البيهقي عندما أمر سيدنا عمر رضي الله عنه أن ينزل الجيش في فترة لا تتراوح 4 شهور لزوجاتهم (هذا معنى الحديث).
وهذا هو تبريري، وأنا أطلب التوضيح جزاكم الله خيراً.
ب - هناك آداب وأصول من الإسلام يلتزمون بها، وهي:
طاعة الأمير، العمل الجماعي، الصبر والتحمل، آداب المسجد، دعوة الناس إلى الله، التعليم والتعلم، العبادة والذكر، الخدمة، قلة الطعام، قلة النوم، قلة كلام الدنيا، قلة الخروج من المسجد لغير حاجة، يتجنبون الإسراف، الطمع، سؤال الناس، أخذ الشيء بدون إذن صاحبه.
ج - يركزون على الصفات التي فقدت من المسلمين الآن، والتي إذا كانت متوافرة لكان حالنا أفضل بكثير، وهذه الصفات هي:
- اليقين بكلمة لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، الصلاة ذات الخشوع والخضوع، العلم والذكر، إكرام المسلمين، إخلاص النية، دعوة الناس إلى الله، والخروج فى سبيل الله.
وهذه بالطبع ليست صفات الإسلام التي يأخذونها ويتركون ما سواها، ولكن يأخذون كل ما جاء به الإسلام.
وأود أن أوضح لكم أن هذه الجماعة سمعت عنهم أشياء كثيرة، منها: كان هناك شخص لا يصلي الفجر، ولا يصلي في المسجد، ولا يعرف صلاة قيام الليل، ولكن بفضل الله وبسبب الجماعة أصبحت لا تفوته صلاة إلا في الظروف القاسية.
كذلك كان هناك حافظ للقرآن ويعلم الحديث والفقه ولكنه ذهب إلى دولة أوروبية، وأخذ يشرب الخمر ويضرب زوجته إلى أن زارته هذه الجماعة، وبفضل الله رجع إلى الله وأصبح يدعو الناس إلى الله.
وغيرها وغيرها من القصص التي حدثت بفضل هذه الجماعة، وبفضل أن هذه الجماعة تتنقل من مسجد إلى مسجد، تجتهد بمالها وأنفسها، وتنام في المسجد بنية الاعتكاف، وتأكل في المسجد، وتترك الأولاد والزوجة والمتعة على الفراش، وتنام على أرض المسجد لتحيا حياة الصحابة في الدعوة والجهاد في سبيل الله لتقول: قال الله، وقال الرسول، وترد أي مسألة فقهية إلى العلماء ليفتوا فيها.
مع العلم بأنني أرى أنه من يريد الحكم على هذه الجماعة أن يخرج معها على الأقل ثلاثة أيام، أو أي مدة تناسبه حتى يحس ويشعر بحلاوة التجول على الناس، ويتذكر كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتجول ويؤذى من الناس، لأن الكلام النظري والدراسة الأكاديمية جميلة، ولكن الحياة العملية شيء آخر.
أما الجلسة في المسجد في الراحة وفي النعيم فهذا... !
كذلك يكفي أن تدعو هذه الجماعة وتقول:" اللهم اهد الإنس والجان، وخصوصا في صلاة التهجد"
أرجو أن أكون قد أوضحت لكم الصورة واضحة عن هذه الجماعة، حتى تساعدكم فى الحكم عليها، ونحن في انتظار ردكم الكريم.
مع العلم بأن الجماعة لا تخرج فقط إلى جميع الدول، ولكن تركز على ذهاب الجماعات الجديدة، إلى الهند وباكستان وبنجلادش لمن يرعب، لكي تدربهم على الأعمال فى المساجد.
فهل استمر في هذه الجماعة أم أتركها؟
أفيدوني أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس لدي معرفة مباشرة بهذه الجماعة وأعمالها، ولكن ما عرضته علي من أعمال هي أعمال إسلامية لا شيء فيها من الخلل أو الخطل، وهي دعوة إلى الله تعالى بحكمة وموعظة حسنة، ومن شارك فيها بنية خالصة فله الأجر الأوفى عند الله تعالى بإذنه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.