2006-12-03 • فتوى رقم 9233
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل:
بعد شرب الخمر والزنا والقمار والكذب والنصب والاحتيال و.. و... و... قررت أن أتوب لله تعالى، وأن أحج هذه السنة.
ولكن المشكلة أني مديون بمبالغ لا أستطيع أن أسددها، وأنا أعي تماماً أن الشخص الذي له دين على لن يحللني حتى أدفع له هذا المبلغ بالتمام والكمال، أو أن أقسط له هذا المبلغ بواقع 300 دينار شهرياً، وهذا من المستحيل أن أسدد له هذا المبلغ لأنني لا أملك هذا المبلغ حتى أغطي 7000 دينار. الأسباب:
أولاً: أنا متزوج من زوجتين.
ثانياً: راتبي يتبقى منه 170 دينار.
هناك أقساط سيارة ومنزل و... و...
ناهيك عن متطلبات البيت والزوجتين والأولاد.
أنا أعترف بأني أخطأت، وأنني على عهد ووعد أمام الله تعالى ونفسي أن أسدد هذا المبلغ في يوم من الأيام، صحيح أنني شارب خمر وغيره، إلا أنني أخاف أن أدخل على بيتي وأهلي فلوسا حراما.
استدنت هذا المبلغ عندما حكم علي بأمر أداء، وساعدتني فيه سيدة كانت تتوقع مني أن أتزوجها، إلا أنها بعد ما تسلمت هذا المبلغ ابتزتني فيه، ورفعت علي قضايا، ولا تزال تفتن بيني وبين زوجتي وعند المخافر، علماً بأنها تريد منى أن أكتب إقرار دين لها بهذا المبلغ حتى ترفع علي قضايا.
شيخنا الفاضل: أنا أعي تماماً أنه لا يجوز للمديون العمرة أو الحج، ولكن أكيد هناك استثناءات بهذا الصدد.
أفيدوني أفادكم الله.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أبشرك به هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم.
وعليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم، ثم إذا كنت راضيا عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وهذا في حقوق الله تعالى.
أما حقوق العباد فلا بد من أدائها إليهم، أو مسامحتهم فيها، وبما أنك مدين لهم فعليك أن نسعى جهدك للوفاء بهذا الدين، وبما أن الدين حال، فهو واجب الوفاء فور الاستطاعة، فعليك أن تؤدي الدين لمستحقيه أولاً، ثم الذهاب للحج، فتؤدي نفقات الحج للدائنين وفاء لجزء من دينهم بدل الحج، إلا إن يأذن لك الدائنون بالذهاب للحج أولا فلا بأس بذلك.
وأتمنى لك التوفيق والثبات على التوبة والقبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.