2006-12-07 • فتوى رقم 9296
السلام عليكم
شيخنا الفاضل: لماذا نقدس الحجر الأسود؟
وهل الحجر الاسود كان لونه أبيض، ولكن خطايا البشر جعلته أسود؟
ولكم حسن الخاتمة، ومن قام على هذا الموقع، ولسائر المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيسنّ استلام الحجر الأسود باليد وتقبيله للطّائف لمن يقدر عليه اقتداء بفعل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، لما روي «أنّ رجلا سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر فقال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبّله» .
ولما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قبّل عمر بن الخطّاب الحجر ثمّ قال: أما واللّه لقد علمت أنّك حجر ولولا أنّي رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك.
فنقبله اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويرحم الله القائل:
الحجر الأسود قبلته # بشفتي وقلبي وكلي وله
لا لاعتقادي أنه نافع # بل لهيامي بالذي قبَّله
محمد أطهر أنفاسه # كانت على صفحته مرسلة
قبَّلت ما قبَّله ثغره # الناطق بالوحي ابتغاء الصلة.
والحجر الأسود كان أبيضً ثم سودته خطايا بني آدم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم). أخرجه الترمذي وابن خزيمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.