2006-12-09 • فتوى رقم 9351
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الصادق الأمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية: أرجو من فضيلتكم التكرم بالرد على سؤالي هذا، ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله ألف خير.
موضوع السؤال عن الوالدين، وسأشرح لكم ما حصل باختصار.
فأنا شاب في مقتبل العمر، ولقد رحلت إلى أمريكا قبل بضعة شهور، وكان رحيلي دون علم والدي، وقد كانت بحيلة خططت لها أنا وأخي الأكبر، ولا أحد يعلم بذلك، ووالدي الاثنين أيضاً لا يعلمان بشيء.
وبشكل أوضح: فقد كان أبي غير متواجد في البلاد، وقد أقنعت أمي والجميع على أني مسافر إلى المدينة المجاورة إلى احد الأقارب.
المهم هذه هي القصة بأكملها، وحين وصلت أمريكا وبعدها بشهر قمت بالاتصال على والدي، وأخبرتهم أني في أمريكا، في بداية الأمر أبدوا لي زعلهم وحنقهم علي، ولكن فيما بعد رضوا بالأمر الواقع، وأبدوا رضاهم، وأعتقد أنهم يتظاهرون في ذلك، مع العلم أنهم كانوا رافضين الأمر من قبل، وذلك لصغر سني وخوفهم علي.
ومع انهم في هذه الأثناء أعتقد أنهم راضيين عني، وذلك من أسلوب كلامهم معي، وأخاف أن يكونوا يتظاهرون في ذلك لأني بعيد، ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا.
أرجو من فضيلتكم أن ترشدوني إلى فعل ما هو صلاح لي ولآخرتي، وتخبروني: هل أنا عاق لوالدي؟
وأنا أعرف جيداً أنه إن لم أرضيهما فسأحبط في دنياي وآخرتي.
فأرجوك كل الرجاء أن تنصحني وترشدني، ولو استلزم الأمر أن أعود وأقبل رجليهما لكي يرضوا عني.
وفي أمان الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد أخطأت أولاً بسفرك دون إذنهما وإعلامهما بما أنت مقدم عليه.
والآن عليك أن تحاول أن تسترضيهما، وتكلمهما من وقت لآخر كي يطمئنوا عليك، فإن رضوا حقيقة فلك البقاء، وإلا فأنصحك بأن تعود من حيث أتيت.
وأتمنى لك التوفيق لبر والديك، والسعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.