2006-12-11 • فتوى رقم 9366
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الفضيلة العلماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آرجو من فضيلتكم إفادتي في هذه المشكلة:
بدأت هذه المشكلة بيني وبين أبي، وذلك منذ التزمت وأعفيت لحيتي.
في البداية بدأ الأمر بالضغط علي لكي أحلق لحيتي، ثم منع أصحابي من دخول بيتنا، ثم منعني من أن أصادق بعض الشباب في الحي، علماً بأن عمري كان وقتها 21 عاماً.
وكنت إذا رأيت ورقة ملقاة في الشارع فيها آيات من القرآن آو أحاديث آخذها معي إلي البيت وأحرقها، وأبي كان يعلم بهذا.
وفي مرة وجدت كتاباً في الفقه يدرس في الأزهر ملقي في الشارع وممزق, فأخذته ووضعته في حقيبة معي أحمل فيها الملابس الخاصة بعملي, وعندما عدت إلي البيت في آخر النهار وضعت الحقيبة عند باب الحجرة حتي أتناول عشائي, وكان من عادة أبي أن يقوم بتفتيش متعلقاتي, فلما رأي الكتاب الممزق قال :(إيه يابني أنت تجلب لنا الزبالة من الشوارع) وهو يعلم انه كتاب ديني.
فقلت:كلام الله ورسوله زبالة؟ فقال أبي: نعم، زبالة.
وفي مرة قال لي لا تمشي مع ابن فلان (جارنا)، وذلك حتي لا أدعوه للالتزام، فقلت لماذا؟ فقال : هكذا.
فقلت: في شرع من هذا؟ فقال: في شرع أبي!
هذا ليس كل شيء, كان يستهزئ من الإخوة الملتزمين ويسخر منهم, مع أن منهم إخوة في مثل عمره، وهم جيرانه أيضاً.
في مره أخذ المنبه من عندي وأنا نائم حتي لا أصحو لصلاة الفجر.
آخر أحداث هذه المعاناة هو أنه دبر لي مكيدة لكي يتم اعتقالي من قبل السلطات الأمنية في مصر, ولكني نجوت بفضل الله سبحانه وتعالي.
الآن أصبح عمري 25 عاماً, وأنا أكرهه وأبغضه لما سبب لي من الأذي في نفسي وديني, لا أستطيع أن أحبه أو أشعر به كأب, أصبحت أشعر أنه عدوي, خاصة بعد حادثة الاعتقال، وكل يوم أحاول أن أجد سبيلاً كي أؤمن نفسي ضد غدره بي.
عندما أقرأ النصوص التي تتضمن الأمر ببر الوالدين والإحسان إليهما, أقول لنفسي: هذا الرجل استهزأ بديني وبكلام الله ورسوله وحاربني في التزامي، ولم يكتف بذلك؛ بل نصب لي فخّاً ليتم اعتقالي.
ومن وجه آخر أمي تتعذب؛ فهو يظلمها ويسيىء معاملتها, وهي تريد أن يصبح البيت مستقراً وهادئاً.
- هل يكون أبي باستهزائه منافقاً, وهل يسقط حق بره بذلك؟
- هل يجوز لي الدعاء عليه؟
- أحياناً تحدث بيننا مشادة كلامية وقد أرفع صوتي عليه, هل أكون بذلك عاقاً له؟
أرجو من فضيلتكم إفادتي ونصحي، مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة، أو فعل من أفعال سلفنا الصالح؛ حتي أجد شيئاً أقتدي به في مثل هذا الموقف.
وجزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى هذ الشاب أن يبر بوالده ويحسن إليه ما استطاع، ويطيعه فيما يأمره به، إلا إذا أمره بمعصية الله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يعتذر إليه في عدم طاعته في المعصية بادب.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبويين وإن كان كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)(لقمان: من الآية15).
وأسأل الله تعالى أن يهدي الوالد ويصلحه، وأن يوفق الولد لبره.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.