2006-12-18 • فتوى رقم 9521
ماحكم الشرع في رجل متزوج لا يعاشر زوجتة، وهجرها لمدة ستة شهور، ويقوم بالاستمناء لوحده؟
وهل تعتبر بذلك مطلقة منه، وما هو الحل لذلك؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبدا، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعا، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهره دعته إلى نوع من الهجران، كالمرض أو السفر مثلا، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب.
وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربهاأو في حق زوجها بغير مبرر، ونصحها ولم يفد النصح، ولكن يهجرخا بمقدار ما يردعها عن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح، وينبغي أن لا يطيل الرجل هجر زوجته أكثر من اللازم لإصلاحها، لأن ذلك مضارة، وهي ممنوعة شرعاً. قال تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء:34).
ولكنها لا تعد بذلك طالقاً منه مهما طالت مدة الهجر، ما دام لم يقسم على هجرانها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.