2006-12-27 • فتوى رقم 9686
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أود طرح سؤالي، وأتمنى إيجاد الحل الجذري معكم بإذن الله.
وسؤالي يدور حول النذر؛ حيث أنني نذرت صيام 60 يوماً بزمن الانتخابات المصرية العام الماضي، حيث كان هناك شخص أحبه جداً في الله، وللحالة الأمنية الصعبة التي مرت فيها تلك الانتخابات من بلطجة وقطع أيدي خفت جداً على من أحب في الله، خاصة وأنه شخص ليس بالعاجز لكنه مريض، ولا يحتمل أي أذى، وقد نذرت الأيام الـ 60 إن كان بخير ورأيته وهو بخير، وفعلاً مرت تلك الانتخابات الفظيعة، وسافر الرجل إلى كندا حيث أقيم أنا حالياَ، وقد سعدت بذلك أيما سعادة، والحمد لله.
وبقي علي الوفاء بنذري الذي ندمت عليه بعد التفكير به، وذلك لأنني نظرت إلى الدنيا فوجدتها زائلة، كما أنني فكرت ماذا يضمن لي أن أعيش 60 يوماً إلى الإمام من يومي هذا، والله لا أحد يضمن ذلك، وعليه فأنا أخاف الموت قبل الوفاء بهذا النذر.
وعليه خطر ببالي أن أسأل فضيلتكم إن كان بالإمكان إخراج كفارة لهذا النذر فتهدأ نفسي وتطمئن، ومع ذلك أنا مصمم على الصيام، لكن سأصوم وأنا مطمئن القلب، لا خائفاً من يسبقني الموت إلى الوفاء بهذا النذر.
وأخيراً الإشكال الأساسي أمامي الآن هو أنني لا أستطيع الصيام كل يوم، وربما لا أستطيع لزمن من الوقت، والعمر يمر وأنا لا أريد البقاء على حالة خوفي هذه.
فالوفاء بالنذر شيء مسيطر على تفكيري، وأحاول التكفير عنه إن أمكن، وفوق الكفارة سأصوم كلما سمحت لي الفرصة بإذن الله، وهذا عهد علي أمام ربي.
وأخيراً أنا ابن 24 عام، ومع ذلك فالموت حينما يأتي سيأتي، وأنا لا أخافه أبداً لأنني مشتاق للقاء ربي، لكني أخاف اللقاء، وأنا مدين لربي بهذا النذر.
أفيدوني بارك الله فيكم
جميل - كندا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الوفاء بالنذر الصحيح واجب على المسلم، وهو مأجور بوفائه بالنذر، قال الله تعالى مادحا الموفين بنذرهم:(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) [ سورة الإنسان : 7 ]، فإن كان لم يوف لعدم قدرته على الوفاء، فله تأخير الوفاء إلى حين قدرته على ذلك، ويبقى في ذمته لحين تمكنه، ولا تجزئ مكانه صدقة أو صلاة.
ولك أن تصوم ستين يوما متتابعة أو متفرقة بما أنك لم تنو التتابع، وأفضل لك أن تصوم كل اثنين وخميس بنية الوفاء بالنذر، وتكسب فيها ثواب صيام هذين اليومن الذين كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصومهما، وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.