2006-12-27 • فتوى رقم 9708
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتمنى إجابة مفصلة لسؤالي هذا الذي يقول: إنني شاب ملتزم والحمد لله، وعمري حوالي 24 عاما، وقد خططت لحج بيت الله الحرام منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً، وفي كل عام كان والدي -حفظه الله- يرفض رغبتي، ودائماً يقول لي: تزوج أولاً ثم حج، ورغم أنني اكدت له أن الزواج لا علاقة له بالحج من الناحية الشرعية، كما أن موسم الزواج مفتوح لي مدى العام، أما موسم الحج فهو محدد بزمن معين، فإن فاتني قطاره هذا العام فاتني أيضاً الأجر، ومن يضمن أن أعيش عاماً آخر، ومع ذلك فإصرار والدي بقى، ومرت السنوات على هذه الحال حتى وصلت لحالة نفسية جعلتني أنذر لله تعالى إن لم أحج العام القادم -أي هذا العام، وكلامي كان العام الماضي- فإنني سأتخلى عن كل ما أملك من مال في حسابي البنكي، وهو بالمناسبة يقارب الآن من المئة وخمسين ألف دولار، وقد جاء العام الجديد وأنا أريد الحج هذا العام، وبالصدفة وفقني الله للبنت الصالحة التي ستكون شريكة حياتي رسمياً بعد أيام إن شاء الله، وبهذه الحال بقي كلام والدي كما هو، بل أصبح الآن أكثر جدية، خاصة وأنني ارتبطت، وبالتالي فهو قد لا يمانع الحج العام القادم، لكن قطار الحج قد فاتني مجدداً هذا العام، وأنا لم أعد أدري ماذا علي أن أفعل، وما حكم النذر الذي نذرت؟
فأنا لم أفكر بالمال مطلقاً بقدر ما أفكر بالذي يجب أن يكون؛ حيث إنني بعد فترة من نذري فكرت به، فوجدت أنني نذرت على شيء لا أملكه، وإنما مؤتمن عليه، وأقصد حسابي البنكي، فالمال مال الله، وأنا مؤتمن عليه ومسؤول عنه يوم القيامة، فكيف نذرت ذلك النذر، وماذا علي أن أفعل الآن؟
أفيدوني فشريعة ربي هي الحكم الفصل، وأنا راض بالنتيجة أياً كانت فقط.
أرشدوني للطريق الصحيح الذي أرضي به الله أولاً، ثم أجد الحل المناسب لذلك النذر.
بارك الله بكم وفيكم.
أخوكم جميل - كندا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو من الله تعالى أن يسامحك على ما فعلت، وأرى أن لك أن تكفر عن نذرك هذا بكفارة يمين، وهي ما يساوي قيمة /35/ كغ من القمح توزعها على عشرة فقراء مسلمين، واسمه نذر اللجاج، وأرى أن تبر والدك ، وأرجو أن تسعد في زواجك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.