2006-12-29 • فتوى رقم 9742
سؤالي يا شيخ استيضاح لمعنى آية في القرآن الكريم، لأني قرأت تفسيرها في التفسير بشكل، وفي كتب العقيده يتشهدون فيها في معنى، ممكن أنه قد غاب عن ذهني.
وهي آية:(الله خلقكم وما تعملون) في كتب التفسير أنه عندما قال سيدنا إبراهيم لقومه: لم تعبدون الأصنام؟ وقال لهم: الله خلقكم وخلق الأصنام التي تعملونها.
وفي كتب العقيدة: المعنى أنه الإنسان وأعماله مخلوقون.
سؤالي يا شيخنا استيضاحي، ولست عالماً.
وجزاك الله عن أمة المسلمين كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال تعالى حكاية عن قول سيدنا إبراهيم لقومه عندما رآهم يعبدون الأصنام: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافت:95-96].
فالواو في {والله خلقكم وما تعملون} واو الحال، أي أتيتم منكراً إذ عبدتم ما تصنعونه بأيديكم، والحال أن الله خلقكم وما تعملون وأنتم مُعرِضون عن عبادته، أو وأنتم مشركون معه في العبادة مخلوقاتٍ دونكم.
ومعنى {تعملون} تنحتون.
وإنما عدل عن إعادة فعل {تنحتون} لكراهية تكرير الكلمة، فلما تقدّم لفظ {تَنْحِتُونَ} علم أن المراد بـ {ما تعملون} ذلك المعمول الخاص، وهو المعمول للنحت لأن العمل أعمّ.
وخلق الله إياها ظاهر، وخلقه ما يعملونها: هو خلق المادة التي تصنع منها من حجر أو خشب، ولذلك جمع بين إسناد الخلق إلى الله بواو العطف، وإسنادِ العمل إليهم بإسناد فعل {تعملُونَ}.
وقد احتج الأشاعرة بهذه الآية على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى بهذه الآية على أن تكون{ما} مصدرية أو تكون موصولة، على أن المراد: ما تعملونه من الأعمال.
ولا تعارض أو تناقض بين التفسيرين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.