2006-01-03 • فتوى رقم 979
أعاني من مشكلة عويصة تتلخص في أن أهلي الذين يعملون في إحدى دول الخليج من
أكثر من 30 سنة كانت لديهم مشاكل مادية كبيرة، مما اضطرني أن أعمل أثناء دراستي
مع أبي في نفس البلد، وكنت أعطيه كل ما أحصل عليه من مال، وقد تأخرت لهذا السبب
في دراستي، فبدل من أتخرج عام 98 تخرجت 2002 ، لأن صاحب العمل كان لا يوافق علي
سفري لحضور بعض الامتحانات، وطوال مدة عملي وأنا أساعده دون أن اصرف شيئا علي
نفسي، مع أني كنت شابا ولكن أهلي بعد ذلك اعتادوا الحياة المترفة وأصبح أبي يأخذ مالي ليعطيه لأخواتي البنات ليشتروا أغلى الملابس ويسافروا أكثر من مرة في
السنة ويتسوقوا وغير ذلك من الأشياء في نفس الوقت إذا اشتريت شيئا لنفسي كانوا
يغضبون ويعتبرون ذلك إسرافا مني مهما كان هذا الشيء رخيص الثمن، واستمرت الحال على هذا المنوال إلى أن قررت في يوم أن أشتري شقة أتزوج فيها، وكانت بالتقسيط، ولكن أبي عارض بشدة وقال أن شقتي موجودة، وأنهم سيكتبون الشقة باسمي وذلك لمساعدتي لهم طوال السنوات، وأخذت أمي تسحب مني مبالغ أخرى بحجة أنها تحتاج مال لتسجيل الشقة، وعندما قررت الزواج تراجعوا في كل الوعود، وقال لي أبي أنه لن يكتب الشقة باسمي لأني بذلك آخذ حقوق أخوتي البنات، وبالرغم من ذلك قررت أن أقوم بالادخار لشراء شقة بعد ما أخذوا كل ما لدي، وعندما بدأت خطوات الزواج اضطررت لأخذ قرض بمبلغ كبير جدا لإتمام الزواج ولم يتقدم أحد منهم لمساعدتي وكافحت مع خطيبتي لإكمال الزواج بأنفسنا وكنت لاأزل أحتاج المال وقررت بيع سيارة كنت قد اشتريتها وأعطيتها لأبي ليستخدمها، ولكنه غضب وقلب حياتي إلي جحيم المهم قام بعمل قرض بمبلغ خرافي فقط ليحضر أمي وأختي من مصر إلى هنا بدعوة أنه لا يريد أن تسقط منهم الإقامة ولم يساعدني بأي شيء من هذا القرض واشترى مني السيارة بنصف ثمنها وعندما حضرت أمي وأختي لم يكتفوا بالعبء الملقى علي ولكنهم أخذوا يطلبون مني أن أشتري لهم أشياء وفساتين غالية ليحضروا بها فرحي وصرفت في هذه الفترة مبلغا لا يقل عن 20000جنيها علي المشتريات وذلك من القرض الذي حصلت عليه وبعد الزواج عدنا أنا وأبي وزوجتي الى بيتنا في البلد التي نعمل فيها وأخذت أبي ليعيش معي وطلبت منه ألا يدفع شيئا في البيت لأني أعلم أن القرض الذي حصل هو الآخر عليه سوف يجعلة يحصل على نصف الراتب فقط بالرغم من اني حاولت اقناعة بانها خطوه خاطئة وقال لي ليس لك دخل في هذا ولن اطلب منك شيئا المهم عاش معنا طوال 3 شهور في سلام ولكن دخلي انا وزوجتي يضيع كله في البيت ولا ندخر شيئا ومع
ذلك صبرنا ولكن خلال الشهر الماضي قامت أمي بطلب مبالغ إضافية لتجديد أشياء في
شقتها على الرغم من أني قد جددت الشقة كلها العام الماضي، وهنا بدأت المشاكل طلب مني أن أشتري له السجائر ووقود السيارة وما إلى ذلك من أشياء لا يتحملها دخلي وعندما قلت أننا نصرف راتب زوجتي كله لشراء متطلبات البيت قال أنه ليس هناك فرق بين الزوج والزوجة وأن شراء أشياء له ولأمي ولأختي واجب علي, فقلت له من أين فأنالايتبقى من راتبي سوى إيجار الشقة التي نسكنها أما متطلبات البيت فنشتريها من راتب زوجتي ورفضت زوجتي هذا الوضع وقالت أنها غير ملزمة بالصرف عليه لأنه رجل يعمل ويصرف ماله في أمور ليس لديه مقدرة عليها ويمكن الاستغناء عنها واحتد الصراع وأصبح يضايق زوجتي لعلمه أنها ترفض مساعدته وتقول أن أهلها أحق بهذا خاصة أننا نوفر له أساسيات الحياة من أكل وسكن ولكن سجائر وأشياء أخرى غير
ممكنة وبلغ الأمر أنه احتد على زوجتي وشتمها وقال لها أنها غير محترمة وأصبحت
الحياة جحيما وقررت أن أتركه وأسكن مع زوجتي في مكان خاص بنا ولكنه لن يستطيع أن يوفر لنفسه أساسيات الحياة وذلك بسبب مطالب أمي وأختي التي لا تتنتهي وأخيرا
قرر أن ينتقل للحياة مع أختي الثانية المتزوجة في نفس البلد ولكن أريد أن أعرف هل أخطأت في حقه؟ هل من حقي أن آخذ من زوجتي وأعطيه؟ هل أضيق علي نفسي لكي يرسل المال لأمي وأختي للترف والتجديد ويترك العبء علي أنا لا أستطيع النوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تكرم والديك عند حاجتهما بما تستطيع من غير ان تضيق على زوجتك النفقة، ودون أن تحسب حساب راتب زوجتك، لأنه لها وحدها، ولا يلزمها أن تنفق منه على نفسها ولا عليك ولا على أهلك منه شيء، إلا أن تكون راضية مختارة.
والله تعالى أعلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.