2007-01-04 • فتوى رقم 9824
الأستاذ الفاضل الدكتور أحمد: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مااستفتيك فيه اليوم ليست بمشكلة دينية نتوخي فيها الحلال والحرام، ولكن هي أيضا مشكلة اجتماعية، حدد أركانها الشرع والدين، ورأيت من واجبي أن أطرح عليك المشكلة لنعرف حكم الشرع فيها، أو ما خصه الدين لمثل هذا النوع من المشاكل.
بسم الله الرحمن الرحيم
يأست زوجتي من سن صغيره جدا حوالي الخمسه والثلاثين، وأنا كان عمري يقارب الأربعين، وأصبحت لا تستطيع أن تعيش حياة زوجية كاملة (اعتقد أنك تعرف ما أعني) ومن يومها وأنا أحاول أن أجد أي حل وسط، لأنني أحب زوجتي، وهي أم أولادي ورفيقة عمري، لهذا لم أخض في تفاصيل ما يعتريني بكامل أوصافه، ولكن كنت اكتفي بالتلميح والترغيب وتهيئه المناخ المناسب لاكتمال الحياة الزوجية، ولكن الوضع زاد عن معدل وجود حل وسط، وكان لا بد لي من المعاناة بمفردي.
إلي هنا قد أبدو مثاليا، ولكن المشكلة انتقلت من عدم مقدرتها علي الحياة الزوجية السوية إلي شخصي أنا، حتي أتجنب طول الوقت في تهيئة المناخ، والحياة صعبة، والجري وراء الرزق أصبح يستحوذ علي أكبر الوقت، وحتي لا أقع في محذور مع سكرتيرة أو زميلة أو أي علاقة مشبوهة أصبحت أركز علي عملي لفترات طويلة، مما أرهقني وأصابني بالمرض، ولكن ما زلت في قوة أي رجل عادي، في حاجه إلي ما ذكرت، ولكن المرض أقعدني في معاش مبكر في سن الخامسة والخمسين.
ولم أجد أمامي إلا شبكة الإنترنت التي علي قدر الاستفادة التي استفدت منها في عملي وحياتي، إلا أنها في هذه الأيام أصبحت مصدرا لا يقاوم لإشباع ما أنا محروم منه، ولو حتي بالنظر، وأنا أعلم جيداً أنه زنا العين، رغم أنني متدين ووطني، وقد بكت عيني كثيرا من خشيه الله، وباتت أيضاً تحرس في سبيل الله، وكل ما أخافه وأخشاه أنني أتوب عما أفعل يوما أو يومين، وقد يصل إلي أسبوع، ثم أقع في الخطأ مرة ثانية بالجوء إلي المحرم من النت، ولو كان هذا من فعل الشيطان وحده كنت تغلبت عليه بالاستعاذه بالله من الشيطان الرجيم، ولكن هذا الإصرار علي الوقوع في هذه المعصية جعلني أعلم أنه الهوى، ولم أستطع أن أتغلب عليه إلي الآن.
إلا أنني أدعو الله في كل صلاة، وفي أوقات كثيرة من النهار والليل أن يكفيني شر نفسي، وأن لا يتركني إلي نفسي طرفة عين، ومازلت مستمرا في الدعاء إلي ساعاتنا هذه، وتكرار التوبة بشكل مستمر.
علماً ولظروف خاصة بأسرتي لا أستطيع أن أتزوج، أو أن انفصل عن زوجتي إذا فكرتم سعادتكم بأن يكون إحداها هو الحل.
كل ما أرجوه هو: إذا كان بعلم سعادتكم من الدين أو السنه أو القياس أو ما كان في السلف أو ما تجدوه فيه الحل لمثل هذه المشاكل في محيط الدين، سوف تؤجرون عليه إن شاء الله إذا تمت المعالجة، وإذا لم يكن ما أرجوه في حوزة علمكم الوفير -زاده الله لكم، ونفع بكم سائر المسلمين- إذا لم يكن فيه ما يحل لي هذه المشكلة، فأرجو الدعاء لي ولكل مسلم في حيرة من أمره في مثل هذه الأمور، وقد صبرت علي عدم اطلاع أحد عليها حوالي خمس عشر سنة، إلي أن ضعفت مقاومتي.
ادع لنا أن يطهرنا الله مما نحن فيه، ويجعل أحسن أعمالنا خواتيمها.
ويعلم الله أنني حاولت كثيراً، وكنت مترددا للكتابة إليك عملا بالحديث الشريف:(إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) ولكن هذا في لا يمنع أن أسأل الطبيب المشورة في حاله المرض، وأنا الآن تيقنت أنني مريض دينيا، ومحتاج إلي طبيب مثل سعادتكم، ليس للتصريح بعمل الخطيئة أو إجازتها، ولكن للبعد عنها.
وأسال الله أن يضع في قلبك ما تشفق به علي، وأن تعينني علي نفسي بالنصيحة والدعاء.
معذرة أطلت عليكم؛ ولكن أرجو من الله أن يستفيد من رأيكم إن شاء الله من هو في مثل ظروفي، وساكت علي خطيئة أو ماسك علي جمر، فالنفس أمارة بالسوء، نعوذ بالله من الشيطان الرحيم، ومن كل ميل أو هوى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أنصحك به مجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية.
وأرشدك إلى الصوم فإنه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه جنة ووقاية من المعصية.
وكذلك ملء الوقت بأعمال علمية أو مهنية مفيدة مباحة تشغل وقتك كله، وتكون ممتعة لك لا متعبة.
وأن تستشعر أن الله عز وجل مطلع عليك في جميع أحوالك، وأن عملك الذي تعمله ستحاسب عليه يوم القيامة، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، مع التذكر الدائم للموت.
ثم بعد ذلك إن لم تستطع الامتناع عما ذكرت من المحرمات فأرشدك إلى أن لا تجلس إلى جهاز الحاسب بمفردك مطلقاً كي لا تتغلب نفسك وشيطانك على ضميرك.
فإن لم تستطع أن تضبط نفسك فأنصحك بالتخلص من جهاز الكومبيوتر نهائيا.
مع دعاء الله عز وجل أن يحفظك من ارتكاب ما حرم.
وأدعو الله عز وجل أن يجنبنا المعاصي ما ظهر منها وما بطن، وأن يأجرك على صبرك أجرا عظيما، قال سبحانه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155).
وما زلت أستغرب حالك، لأن وصول الزوجة إلى سن الياس مبكرا أو غير مبكر لا يعطل طاقاتها الجنسية، ولا يمنع من استمتاع زوجها بها تماما، ولا بد أن لدى زوجتك عذرا آخر غير الوصول إلى سن الياس، وأرجو لها الشفاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.