2008-06-11 • فتوى رقم 30460
بسم الله الرحمن الرحيم أنا في بلد أجنبي وليس لدي أقارب هنا سوى أخ زوجي، ومنذ فترة إقامتي هنا أنا وزوجي نقوم بزيارتهم دائما كل أسبوع وفي جميع المناسبات لكنهم لم يزورونا إلا 3-4 مرات خلال أكثر من سنتين يعني فقط في المناسبة، وتكون زيارة قصيرة جدا حتى أنهم لا يقبلوا الضيافة فقط فنجان القهوة لا غيره, وعندما أزورهم أنا وزوجي لا يستقبلونا بوجه حسن، ولا يتكلموا معنا سوى الكلام القليل ما يقارب 5-6 كلمات خلال ساعتين, أو أكثر مما يشعرني أنا وزوجي بعدم الارتياح والغضب وزوجي يقول لي في كل مرة رغم انزعاجه بأنه واجب علينا زيارة أخيه الأكبر منه، وأنا أسايره وأذهب معه في كل مرة, وهذا منذ أكثر من سنتين مستمرين على الزيارات رغم عدم ارتياحنا لأننا لا نستطيع قطع الرحم ولكنني منذ شهرين لم أعد أستطيع الذهاب مع زوجي حتى أنني طلبت منه أن يذهب وحده متى شاء لرؤية أخيه لأنني لم أعد أحتمل معاملتهم السيئة لنا وإحساسي بأنه غير مرغوب بوجودنا، والله لا أقصد بذلك قطع رحم بل لأنني لم أعد أحتمل ذلك مع العلم أنهم لا يلبون دعوتنا لهم في رمضان مع أننا نحن نلبي دعوتهم وسلفي وامرأته يكرهون المحجبات، وأنا محجبة وفعلا في آخر فترة أصبح زوجي يذهب وحده لزيارتهم مع أنه يرغب بأن أرافقه لكنني أرفض، وهو يراعي شعوري، فهل أفعل محرما بعدم مرافقته لبيت أخيه علما بأنني لم أعد أطيق ذلك وتعبت نفسيا حتى زوجي يشعر نفس الشعور بسبب معاملتهم لنا، وهو ما زال يذهب إليهم ماذا علي فعله؟
وأرجو أن لا أكون قاطعة للرحم أرجو النصيحة وشكرا لسعة صدوركم وعفواً على الإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
فعليكم أن تستمروا في صلتكم بهم وإن قللتم من ذلك، على أن لا يصل بكم الأمر إلى حد القطيعة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.