2006-03-08 • فتوى رقم 3743
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
والدي كان يعمل كمسؤول عن العمال في عمله, وكان-ولله الحمد- معروفاً بإخلاصه في العمل, وبتأديته على أحسن ما يرام, وهو الآن متقاعد منذ 8 سنوات, ومن طبيعة هذا العمل أنه في كل شهر يتم شراء لوازم المعيشة للعمال, فكان والدي -وبتشجيع من زملائه يحضر أحياناً (وليس شهرياً) للمنزل أشياء قليلة من هذه المشتريات, إضافة لاستخدامه للبنزين (المخصص للعمل) في سيارته الخاصة، ولكن بإذن من رئيسه في العمل، حيث كان يخصص لكل واحد منهم قدراً محدداً في الشهر من هذا البنزين.
لكن ما أستطيع أن أؤكده لك, هو أن ما قام به والدي كان نتيجة لجهله ببعض أمور الدين, وبحكم ذلك التصرف إن كان حلالاً أم حراماً.
وسؤالي هو׃
إن كان ما قام به والدي حراماً، فكيف يمكنه أن يكفر عن ذلك؟
أرجو من فضيلتكم الرد علي في أقرب الآجال.
ولكم جزيل الشكر.
والسلام.
ابنتكم ب.ب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان رئيس العمل هو المالك لما يأخذه والدك من الأشياء، أو يملك الصلاحية من مالكها بإعطاء من يشاء منها، فهي مباحة في حق والدك، وما عدا ذلك كأن كانت ملكاً للدولة ولم يسمح نظامها بذلك، أو كانت لشخص وهو لا يسمح أيضاً بذلك، فهي من الحرام ولو سمح به من سمح، ولذلك على والدك إرجاع ما قيمته قيمة ما تصرف به لنفسه من هذه المشتريات أو البنزين، إلى صندوق العمل أو ماليته، فإن لم يستطع فعليه التصدق بذلك كفارة له عما تصرف به من غير حق، وليس ذلك له على سبيل الصدقة المأجورة إنما لتخليص ماله من الشبهات والحرام.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.