2005-12-04 • فتوى رقم 512
السلام عليكم: سيدي أنا امرأة متزوجة وعندي خمس بنات، توفي والدي منذ عشر سنوات، ومنذ ذلك الحين إلى الآن وضعت أمي يدها على ثروة أبي، وصارت تعطي الإيرادات إلى إخوتي الشباب، وعددهم ستةٌ، والبنات عددهم اثنتان، حرمت البنات وتعطي الشباب، وأنا لا أبدي أي اعتراضٍ، وأقول في نفسي يجب أن أرضي أمي، حتى إني كنت أغدق عليها الهدايا ولا أبخل عليها بشئٍ، حتى إني كنت أحضر لها أغراضاً للبيت،
إلى أن جاء يومٌ تشاجر معي أخي الذي يسكن عندها في بيتها الذي هو بيت والدي، ويوجد فارق سنٍ بيني وبين أخي، وطردني أخي من البيت مع كلام قبيح، وكأن البيت بيته، انتظرت من أمي أن توقفه عند حده، وكانت المفاجأة أنها ناصرته وأيدته في كل شئ، مع العلم أن المشاجرة بيني وبينه لسبب أن ابنه وابنتي تشاجرا، وطبعاً أنا أخذت الأمر بكل بساطة، وبدأت أمي من حينها تغضب علي، وتدعي أمام كل الناس علي، حتى إنها تدعي علي بالموت، المهم قالت لي: أنها لم تعد تكلمني، أنا تفاجئت من موقفها، حكيت معها على التليفون، وقلت لها: ماما أنا أريد حقي من ورثة أبي مادام أخي يأخذ حقي ويعاملني هذه المعاملة، فقالت لي: سأحرم أخوتك من الكلام معك، وإذهبي إلى المحاكم وخذي حقك، ومنعت حتى أختي الوحيدة أن تتكلم معي، وطبعاً ذهبت إلى المحكمة وطلبت حقي الشرعي من الميراث، المهم الآن هي لا تتكلم معي، ولا تعطيني حقي، وتقول أمام الناس: قولوا لها تروح تتنازل عن الدعوى في المحكمة، فهي ابنتي ولن أعطيها شيئاً حتى أموت وتورثني، نسيت أن أقول إنها تعتبر إرث أبي هو كله لها، سيدي الشيخ: ماذا أفعل وأمي لا تمتثل للشرع والقرآن، وحقي الذي هو حقٌ شرعيٌ من الله، فهي تخالف أوامر الله، مع العلم أنها حاولت أن أصالحها كثيراً، وهي مصرة على موقفها، أنا فقط أطالب بحقوقي، مع العلم أنني أصلي وأقرأ القرآن ولا أريد أن أغضبها، وهي مصرةٌ على موقفها، وطبعاً لن أتخلى عن حقي الشرعي الذي أنزله الله، ماذا أفعل أرجوك، أنا في حيرة وعذاب، وجزاك الله كل خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أما عن حقك في التركة فهو حق شرعي لا يجوز التعدي عليه، وأمك تعد آثمة بحرمانك منه، أما عن علاقتك معها فيجب عليك برها قدر المستطاع، وحاولي أن تأخذيها باللين والمعاملة الطيبة، فإن لم تستجب فليس عليك أي إثمٍ أو عقوق، بل العقوق الحقيقي منها هي، ولك متابعة دعواك للحصول على حقك كاملا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.