2006-05-11 • فتوى رقم 5176
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة متزوجة مند 3 سنوات تقريبا ولم أنجب حتى الآن، كشفت عند الطبيب فأخبرني أنه كل شيء على ما يرام، وعندما جاء دور زوجي رفض رفضا تاما أن يفحص نفسه.. لا أدري السبب، وكلما أكلمه في الموضوع يغضب ولا يكلمني، خفت أن يكون قد أجرى التحاليل من غير علمي، لكنه حلف أنه لم يفعل أي شيء حتى أصبح والده يكلمني في هدا الموضوع دون مراعاة الخجل، وأبكي أمامهم لأن هدا يزعجني كثيرا.
كما أن حال زوجي قد تغير، كان يحافظ على صلواته كلها ويّذهب إلى المسجد للصلاة، أماالآن فقد شغل نفسه بأمور الدنيا، لم يعد يصلي كثيرا، لا يستيقظ حتى الظهر، وقد يجمع الصلوات في آن واحد، لم يعد يحترمني أمام عائلته، دائما يهددني إن أخطأت.
لا أدري ماّذا أفعل، وكيف أقنعه؟
أنا الآن أكتب لك يا سيدي الشيخ وهي الواحدة ظهرا ولم يستيقظ زوجي بعد، ولم يصل الفجر ولا الظهر، أنا أدعو له بالهداية في السر وأبكي لله من أجل أن يتجاوز عنه.
أنا مشتاقة لأنجب الولد الصالح، لكن حبي لله ورسوله الكريم يجعلني أتّذكر الآخرة وما فبها من نعيم للصابرين.
ادعو لي بالصبر، فقد أصبحت أفكر بالطلاق كثيرا.
جزاكم الله عنا خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك الصبر على زوجك قدر الإمكان، ولتعلمي أنه ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة سيخلقها الله تعالى إلا ستكون، وأن الأولاد نعمة من الله تعالى، وقد يكونون غير ذلك فيمنعهم عنا المولى تبارك وتعالى بحكمته، وأنه تعالى قال: (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً، ويجعل من يشاء عقيماً)، فلا يشترط وجود مرض عند عدم الإنجاب، ومن قدر الله تعالى له الولد فسيرزقه إياه مهما كان لديه من الأمراض، ولا يعني تأخر إنجاب امرأة أنها لن تنجب بعد ذلك، لكن (خلق الإنسان من عجل)، لذلك عليك الصبر عليه ونصحه بالذهاب لفحص نفسه بالحسنى، وأن تدعي له بأن تتحسن أخلاقه، فيترك الشتم والقسوة عليك وإهمال صلاته، ويجيبك لما أردته منه.
وأسأل الله تعالى لكما السعادة والتوفيق، وأن ييسر لكما ما يحبه ويرضاه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.