2012-12-04 • فتوى رقم 60259
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل في الخمسين من عمري ومريض بمرض السرطان، عندي زوجتان وأربعة أولاد، الأول 24 سنة، الثاني 22 سنة، الثالث 18 سنة، الرابع 15 سنة، وأربع بنات:
الأولى والثانية 19 سنة (ليسوا بتوأم)، الثالثة 14 سنة، الرابعة 7 سنوات، وأمي ما زالت على قيد الحياة وبصحة جيدة.
خوفا من الموت وضياع أولادي (ونظرا لعدم ثقتي بإخواني وأخواتي على أن يضغطوا على والدتي بالمطالبة بحقها في الميراث) مع العلم أنني أخبرتهم بما سأفعله وهم راضون عن ذلك بقولهم: المال مالك وافعل به ما تشاء؛ فقد ساعدت كل واحد فيهم بملغ مالي وأعطيت أمي بيتا وخصصت لها مصروفا شهريا إلى أن تتوفى.
أعطيت كلا من زوجاتي بيتا.
وبالنسبة لباقي أولادي وبناتي ملّكت كل واحد بيتا وأردت أن أملكهم باقي ثروتي حسب قانون الميراث: الولد ضعف البنت. هل يجوز فعلي هذا؟
أيجب علي تمليكهم كل ثروتي حسب قانون الميراث أو يجب تمليك الولد والبنت بنفس القسمة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللإنسان العاقل البالغ الرشيد الصحيح أن يهب ماله لمن شاء، فإذا وهبه له وسلمه إليه نفذت الهبة، ولكن يكره للمسلم أن يهب ماله كله لبعض أولاده بقصد حرمان الآخرين من غير مبرر، وله المساواة بينهم في الهبة، ذكورهم وإناثهم سواء، وله إعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين، وله تفضيل البعض على البعض دون الحرمان إذا كان للتفضيل سبب، مثل فقر البعض أو كثرة عياله أو كثره بره أو تقواه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.