2017-05-17 • فتوى رقم 84852
زوجة أخي تذكر لزوجها كل تفاصيل المكالمات التي تجري بينها وبين أمي بما فيها الانتقادات التي توجهها أمي إلى ابنها أي أخي، مع العلم أنه في مشاكل دائمة مع أمنا، وتقول: إن نيتها سليمة ولا تقصد إيقاع البغضاء بين زوجها وأمه وأنها لا تقول إلا ما قيل دون زيادة أو كذب، وتقول: إن الله يعلم ما في قلبها من نية سليمة وبالتالي لا شيء فيما تفعله وأنه أمر طبيعي وعادي بين الأزواج، فما قول الشرع فيما تقوم به هذه الزوجة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره.
فإن كان الكلام الذي تقوله الأم يكرهه الزوج ولا يرضاه فتلك غيبة محرمة، عليه التوقف عنها والتوبة منها.
قال الله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} سورة الحجرات / 12، وَيَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه أبو داود من حديث أنس بن مالك: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْت بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْت: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ" وروى أبو داود أيضا عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ اسْتِطَالَةَ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ"
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.