2017-05-19 • فتوى رقم 84891
السلام عليكم
متزوج مقيم في لندن، زوجتي سورية ولديَّ طفلين بعمر ٣ و٢ سنة، الوضع المادي جيد والحمد لله، دخلت في مشروع تجاري وخسرت الكثير من المال، وترتبت عليَّ ديون للبنك أحاول إيفائها شهريا، تشاجرت مع زوجتي إلى حد الطلاق بسبب تحويلها كل مدة لقسم من المصروف الذي خصصته لها وللأولاد إلى أمها ولشراء هدايا لأولاد أختها، مع العلم أنهم غير محتاجين، ثم مطالبتي بالمزيد من المال مقدمًا، هي تلومني دائما لأني في دين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ليس للزوجة أن تتصرف في مال زوجها إلا بعلمه ورضاه، وعليك نصحها بالحكمة، عليك أن تصبر على ما يكون من زوجتك ما دمت قادراً على الصبر، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها، واغتنم لذلك أوقات الراحة والهدوء، وتحايل في تغيير طبعها، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهد في تحسين خلقك تجاهها أيضاً، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.