2007-02-06 • فتوى رقم 10433
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا حضرة الدكتور الفاضل: قبل يومين بعثت لك سؤالاً عما فاتني من الصيام، وقد أجبت على سؤالي مشكوراً، وجزاك الله كل خير.
لكن هل من الممكن أن أسأل سؤالاً آخر: وهو أن ما فاتني يتراوح بين 250 يوما، حيث أني لم أصم وأنا صغيرة، بدأت الصيام تقريباً بعد ما تجاوزت 8 سنوات من البلوغ، والآن أنا بنيتي ضعيفة، ولا أقوى على هذا الصيام كله، ولا أعرف: هل من الممكن أن أوفي هذه المدة وأنا على قيد الحياة.
فلذا يا حضرة الدكتور الفاضل: هل من الممكن أن أدفع نقوداً بدلاً عن صيامي هذه الأيام حتى ارتاح بأني غير مقصرة أمام الله، ومتى ما توفاني ربي أكون قد وفيت الذي بذمتي من صيام، وأبقى بين الحين والآخر، مثلاً كل شهر 3 مرات أو 4 مرات أصوم يوم، وأنويه بنية التعويض عما فاتني بعد ما دفعت المبلغ الذي يأمرني به الشرع ككفارة عن عدم صيامي، وذلك حتى أكون مرتاحة.
أرجو الرد على سؤالي، ولك الأجر والثواب إن شاء الله، لما تقدمه من خدمة للمسلمين، يارب يكون بميزان حسناتك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأؤكد لك بأن كل الفقهاء بمذاهبهم المختلفة يقولون: إن ما فاتك من صوم هو دين في ذمتك وعليك قضاؤه على مهلك، ولا تبرئين بغير ذلك ما دمت قادرة عليه، تصوميه على مهلك ولو استغرق سنين طويلة.
ولا تخافي من تخوفك من الموت قبل تمام القضاء، فهو نابع من حرصك على القضاء وهو أمر حسن جدا، ولك فيه الأجر والمثوبة إن شاء الله تعالى، وأدعو لك بالعمر الطويل، والعمل الصالح، والحياة السعيدة، وأبشرك بأن الله تعالى سيسامحك إن شاء الله تعالى بما يبقى من أيام عليك صيامها إذا توفيت قبل إتمامها إذا بذلت جهدك كاملا في القضاء من غير تقصير فيه.
فإذا عجزت في النهاية عن الصوم عجزاً مزمناً لا ترجين بعده القدرة على الصوم، فعليك أن تطعمي عن كل يوم أفطرته مسكيناً، أو تتصدقي بمقدار ذلك عليه، ولا يجوز ذلك قبل العجر النهائي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.