2007-02-10 • فتوى رقم 10499
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك ياشيخ في وقتك، أنا محتاجة فتوى متعلقة بحياتي الشخصية.
أنا متزوجة من 7 سنين، ولي من زوجي بنتين وولد، المشكلة زوجي لا يصلي، لكنه غير منكر للفريضة بحد ذاتها، يعني يصلي في المناسبات، ويقول أنه إذا كان في الدوام لا يضيع ولا فريضة، لكني غير مصدقة له، لأن الذي يلتزم في الصلاة ليوم كامل سيتذكر أن يركع ركعة واحدة على الأقل ثاني يوم، لأن دوامه شفتات، يعني يغيب يوماً كاملاً عن البيت كل 4 أيام.
أنا دائماً أدعو له بالهداية، وصابرة عليه وعلى عيوبه الثانية.
المشكلة أني سمعت شيخاً يفتي لواحدة في التلفزيون بأن زوجها لا يصلي أبداً، قال لها: زواجك باطل باطل، ويلزم أن تذهبوا للمحكمة تجددون العقد. فالفتوى هذه صعقتني، وخفت أن يكون نفس الحكم علي.
أنا مغتربة عن أهلي، يعني إن كان الحكم صحيحاً سأضطر أن أحجز من أجل أن أذهب، لذلك محتاجة لرد سريع، الله يجزيك الجنة.
والمشكلة الثانية أنه يشرب الخمر، لكن لا يترنح بل يسكر، لكن يبقى الحرام حراماً، صح أم لا؟
غير أنه يحلف بالله كذباً، ودائماً يكلم البنات، ودائماً يحلف أنه لا يعيدها، ويرجع يعيدها.
حاولت معه بكل الطرق، ولا يوجد فائدة.
أنا لا أقول أنه إنسان منحرف، لا، هو إنسان طيب وخلوق وبار بوالديه لأبعد الحدود، لكن هذه عيوبه، وأنا لما شككت في الموضوع أحببت أن أسمع رأي شيخ جليل.
أرجو الرد السريع، لأن حالتي النفسية صعبة حينما أفكر أن عيالي كلهم حرام.
أفكر جدياً بالطلاق، إلا أن يتوب فأعود بعقد جديد بعد أن يشهد له أهله بالصلاح، ما رأيكم؟
أختكم أم فيصل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمسلم الذي يترك الصلاة تكاسلا عاص لله تعالى بذلك، ما دام لا ينكر فرضيتها، ويشعر بالتقصير في ذلك، فهو فاسق لا كافر عند عامة الفقهاء، وعليه التوبة وقضاء ما فاته من صلوات، وإن مات يدفن في مقابر المسلمين، وزوجته على عصمته.
وقال البعض بكفره، والقول الأول هو الأصح دليلا
وإذا كان قد تركها منكراًًًً لفرضيتها أو مستهزئاً بها من غير تأول فذلك كفر، ويكون بذلك مرتداً والعياذ بالله تعالى، فتطلق زوجته منه، وعليه تجديد إيمانه بالشهادتين، ثم العقد عليها من جديد.
والدليل في ذلك، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما بين المؤمن وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم. فقد حمل جمهور العلماء الحديث على أن المراد من ترك الصلاة هو تركها جحوداً وإنكاراً لها، أما من تركها كسلاً فلا يدخل في هذا الحديث الشريف، ودليله أن الكافر إذا نطق بالشهادتين عد مسلما قبل أن يصلي ما دام لا ينكر فرضية الصلاة، فتبين من ذلك أن الإسلام منوط بالشهادتين لا بأداء الصلاة.
أما شرب الخمر فحرام، سواء أكان مسكراً أم ليس بمسكر، وهو من كبائر الذنوب.
فعليك أن تحاولي جاهدة نصحه وتخويفه بالله تعالى، وأنه سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه على أفعاله، وأن عليه المبادرة إلى التوبة قبل أن يفوت الآوان، وعليك أن تحاولي ذلك معه بالحكمة والموعظة الحسنة وتكرري ذلك في أوقات الراحة، فإن استجاب فبها ونعمت ولك الأجر العظيم في ذلك، أما إن أصر على ارتكابه للمحرمات وعدم الصلاة فلك طلب الطلاق منه، ولك الصبر والبقاء معه، ولا يصيبك من ذنوبه شيء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.