2007-03-29 • فتوى رقم 12280
ما حكم من ترك الصيام والصلاة لسنوات عديدة؛ هل يقضي ما فاته، أم يبدأ من جديد؟
مع العلم أني خلال هذه السنوات كنت أصوم وأصلى، ولكن بانقطاع ودون انتظام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالصلاة الفائتة تبقى في ذمة الإنسان، ولا تبرأ ذمته منها إلا أن يقضيها كلها.
وكل ماهو مطلوب منك الآن أن تقدر الأوقات التي تركت الصلاة فيها، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن؛ لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، وله أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول.
وكذلك إن ما فاتك من صوم هو دين في ذمتك وعليك قضاؤه على مهلك، تجتهد في تقدير عدده منذ البلوغ، ولك أن تصوم يوم الإثنين والخميس بنية القضاء لتقضي ما فاتك من الصوم السابق، وتوجر إن شاء الله تعالى فوق قبول القضاء أجر صيام هذين اليومين الفاضلين، وأرجو أن يسامحك الله تعالى في الكفارة بترك الصيام في وقته، وأرجو أن يوفقك الله تعالى لقضاء كل ما عليك، وأن يثيبك عليه أجرا في الجنة.
وأرجو أن توفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.