2007-05-30 • فتوى رقم 16747
ما الأصل في الحجاب للمرأة: تغطية الوجه أم ظهوره، وما تفسير آية سورة النور التي تتكلم عن الحجاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فتغطية وجه المرأة البالغة العاقلة فيه خلاف؛ والذي عليه الأكثرون أن وجه المرأة الشابة ليس بعورة، ولكن يجب ستره في الشارع الذي لا يعرف من يمر فيه من الرجال الأجانب خوف الفتنة، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الأحزاب:59].
أما في المجتمعات المغلقة التي لا يوجد فيها إلا الرجال الأتقياء الأفاضل من المسلمين، فلا باس بأن تكشف المرأة وجهها فيه لأمن الفتنة غالباً.
أما المرأة العجوز ومثلها الشوهاء التي لا يوجد في كشف وجهها فتنة غالبا، فلا بأس بكشف وجهها في الشارع لعدم الفتنة فيه في الغالب، ولكن يستحب لها ستره، لقوله تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:60].
فإذا خشيت الفتنة لمزيد جمال مثلا فقد وجب الستر كالشابة.
وذهب قلة من الفقهاء -ومنهم الحنبلية- إلى أن الوجه عورة، فيجب عليها ستره عن الرجال الأجانب عنها في كل الأحوال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.