2007-05-12 • فتوى رقم 16898
عمرى 35 سنة, متزوج ولي ابنتين, المشكلة هي أني لم أتعود صيام شهر رمضان الكريم بأنتظام منذ صرت مكلفا شرعاً، أي أنى أصوم بضعة أيام ثم أنقطع وأفطر متعمداً, وكذلك الحال فى ما يخص الصلاة المفروضة, أصلي أحيانا وأنقطع أحيانا كثيرة.
سيدي الكريم: إنى أخاف عذاب الله، وكلما أردت التوبة أجد نفسي أتخبط فى حيرة وضـياع، وأتساءل: كيف لي أن أكفر عن هذه الذنوب العظأم، وكيف لي أن أرد الأيام التى أفطرتها؛ هل أصوم لسنوات (وقد لا أطيق ذلك) ما هي كفارتها، علما أن دخلى المادي غير مستقر؟
ســيدي: أرجو أن تدلنى إلى الصواب، وإن رحمة الله وسعت كل شيء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم فى الله: كمـال المطـري.
صفاقس - تونس.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أبشرك به هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي) رواه البخاري، فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا فإن الله هو الغفور الرحيم.
وعليك الآن التوبة النصوح مما سبق منك، والمحافظة على أداء الصلوات والصوم في وقته، مع الإكثار من الاستغفار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم.
ثم عليك قضاء ما فاتك من صلوات وصوم سابقاً؛ لأنهما يبقيان في ذمة الإنسان.
وكل ما هو مطلوب منك الآن أن تقدر الأوقات التي تركت الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول.
وكذلك الصوم، عليك قضاء ما فاتك منه، تقدر ذلك وتقضيه على مهلك.
ثم إذا كنت راضيا عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.