2007-06-16 • فتوى رقم 17100
هل معني: ﴿فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ﴾ في الآية الخاصة بالربا في سورة البقرة، أن المال الذي كسبته من البنك الربوي يعتبر لي، بشرط عدم العودة للربا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأية الكريمة التي ذكرتيها تدل على خلاف ما فهمتيه منها، فقد نصت الآية الكريمة على أن الذي سبق وتورط في التعامل بالربا ثم تاب فعليه أن يأخذ فقط رأس ماله دون أن يأخذ الفوائد الربوية المترتبة عليه، فقد قال تعالى: ﴿وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة279].
وليس للمودع الانتفاع بالفوائد الربوية في شيء، ففي الحديث الشريف:( وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به) رواه الترمذي وغيره.
فعليك ابتداءً أن لا تقبضي الفوائد الربوية، فإن سبق وقبضتيها فعليك بعد سحبها أن تتخلصي منها بدفعها إلى الفقراء والمساكين لا طمعا في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيبا، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقعت فيه، وتخلصا من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى؛ لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.