2007-06-29 • فتوى رقم 17652
أستاذي الفاضل أنا طالب جامعي عمري 18 سنة، وكنت قبل ذلك آخذ ما أحتاجه من المال من أبي من دون علمه
مع أنني من أسرة ميسورة الحال، وفي يوم من الأيام عاهدت ربي أن لا أفعل هذا الذنب ثانية ..
وقد حدث أنني عدت إلى هذا الذنب ثانية في هذه الإجازة وبعدها وجدت نفسي أبكي، وأنا نادم جداً علي ذنبي هذا. أرجوك يا دكتور أنا أعيش اليوم حالة من الندم والضيق الشديد لأني أعلم أن من يسرق لا يقبل له دعاء 40 يوم .. وأنا احتاج إلى أن يستجيب الله دعائي .. أرجوك يا دكتور ..ساعدني .. أخبرني .. هل لي من توبة ..؟
وما هي الطريقة لكي يستجيب الله دعائي .. مع العلم أني لا أستطيع رد المال .. لأني طالب، ولا أملك مدخل للمال سوي أبي ..ولا أستطيع أيضاً إخباره بما أفعل ... أرجوك يا أستاذي .. ساعدني ...أرجوك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه، وإن كنت لا تملك المال الذي تعيده لأبيك، وتخشى من طلب السماح منه فاعزم على أداء الحق له في أقرب فرصة عندما تتمكن من ذلك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70)
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وتجاب دعوتك بإذن الله تعالى، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.