2006-02-02 • فتوى رقم 1894
السلام عليكم.
عندما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، في الحديث الشريف: (......... ألا أدلكم على تجارة .... أفشوا السلام بينكم)، فيا شيخنا لم أذكر نص الحديث، وهل تعني كلمة أفشوا السلام بينكم، المقصود من السلام هو السلم والأمان، أم السلام التحية الإسلامية، و يرجى ذكر نص الحديث و جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالسلام هو تحية أبي البشر هدية زفتها له الملائكة الأبرار، قال عليه الصلاة والسلام: (لما خلق الله تعالى آدم عليه السلام قال: اذهب فسلم على أولئك ـ نفر من الملائكة جلوس ـ فاستمع ماذا يحيّونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوا ورحمة الله). متفق عليه من حديث أبي هريرة.
ولما جاءت الملائكة سيدنا إبراهيم عليه السلام تبشره بإسحاق قدمت بين يديها عند الدخول تحية السلام:( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام). الذاريات 25.
وأمر الله تعالى عباده بالسلام على النبي فقال سبحانه:(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). الأحزاب 56.
فقد شرع الإسلام السلام تحية بين المسلمين وحض على إفشائه والإكثار من ترداده، كلما لقي المسلم فردا أو جماعة، عرفهم أم لم يعرفهم كما سبق في الحديث الشريف، وجعل ذلك أحد الطرق الموصلة إلى الجنة فقال عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). رواه الترمذي عن عبد الله بن سلام.
قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تدخلوا الجنة حنى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم). رواه مسلم عن أبي هريرة.
والإسلام هو دين السلام قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة). البقرة 208. والسلام كلمة مقدسة يكررها المسلم في كل صلاة عدة مرات، ثم يختم صلاته بقوله" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وهو خير ما في الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)، والسلام يعني الطمأنينة والأمان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.