2007-08-14 • فتوى رقم 19901
معذرة علي الإعادة، ولكن أرجو التوضيح.
أعمل في تجارة لأخي رأسمالها حرام مال مغصوب، تحصل عليه من قسمة ثمن بضاعة سرقها أحد الأشخاص، وكنت من قام بنقلها من مكان اختلاسها إلى محل آخي، كيف أتوب من هذا الذنب، وفي ذمة مَن هذه البضاعة؟ قبل أن يترك لي أخي كامل تسيير هذه التجارة اشترى محلاً تجاريا آخر، وأعطى العمل فيه للأخ آخر لا يعلم أن مالنا حرام، الآن أريد التوبة، ولا أعرف كيف أتصرف مع أخي الذي لا يعلم بأن المال حرام، علماً أن أخي مالك هذه التجارة التي بالمال الحرام طلب مني عدم إخباره؟
لمن أعطي المال الذي بقي معي، ولا يعلم أحد بوجوده إلا الله، علماً أن طيلة مدة عملي لا آخذ أجراً وإنما أفعل ما أريد بالمال كأنه ملك لي؟
هل أعطي مالدي من المال لأخي مالك المال الحرام، وهو لا يريد التوبة ويبعثر الأموال كثيراً، أم أعطيها لأخي الذي يعمل معنا، ونقل إليه رجل رأس المال الحرام، وهو يريد أن يشتري أرضاً يبني عليها؟
كيف أحقق التوبة النصوحة من هذا الذنب؟ وأنا الآن أريد أن أبدأ من الأول، ولكن أريد أن أعرف إن كان بذمتي شيء من هذه البضاعة التي شاركت في سرقتها، ولكن قسم ثمنها على اثنين لأنني أعمل فقط مع أخي؟
أرجو أن تجيبوني بتفصيل، وفي أقرب وقت ممكن إنشاء الله؛ لأنني في حيرة من أمري، وأرجو الدعاء لي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخبرتك مسبقاً أن البضاعة في ذمة كل من شارك باختلاسها وأعان عليه، فكلكم شركاء في إثم الاختلاس، وعليكم ردها إلى صاحبها، مع التوبة والندم والاستغفار، وعدم العود إلى ذلك في المستقبل وأتمنى لكما القبول من الله تعالى.
فعليك الآن أن تسارع في رد المال المغصوب إلى أصحابه، وأن تكثر من التوبة والندم والاستغفار، وفعل الصالحات قبل يوم لا درهم فيه ولا دينار، وإنما هي الحسنات والسيئات.
ثم إن كنت راضياً عن توبتك بعد أداء الحقوق لأصحابها، فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن يرزقك الحلال الخالص الذي تستعين به على رضاه، ولا حرج عليك بعد رد الحقوق لأصحابها بالعمل بما معك من المال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.