2007-09-22 • فتوى رقم 22058
شيخنا الجليل:
فأني أعمل بشركة، وقد أعطتني مرتب الشهر ناقص 1200 جنيها، وعند مطالبتي بها لم يبدوا الأسباب، ولم يحتجوا بتقصيري في العمل، بل العكس، وأنا الأن ما زلت بالشركة، وعندي فرصة لكي أخذ من الشركة 100 جنيها، عن طريق إصدار مصاريف شخصية قد أخذتها من قبل، فهل لي الحق بفعل ذلك لكي آخذ جزءً صغيراً من حقي الفائت؟
شكراً لوقتكم الثمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالسرقة محرمة في الأصل، لكن إذا استنفد صاحب الحق جميع الطرق المشروعة لإعادة حقه الثابت له بيقين من غير شبهة، ولم يتسن له الحصول عليه أبداً، ولم يكن له ما يثبت حقه قضاءً، فلا مانع من أن يأخذ حقه ممن سرقه منه دون زيادة بأي طريق كان، وأن يضمن لنفسه عدم التعرض بإيذاء من أحد إن هو قام بذلك، وحينئذ فلا يسمى فعله سرقة، وإنما هو تحصيل حق مغصوب، وعليه فإن لم تستطيع الحصول على حقك واسترداده بالطرق المشروعة، فلك أن تأخذ من مال الشركة بمقدار الذي لك عندها بيقين، وبشرط أن تأمن عواقب ذلك، أما إن كنت قد رضيت بما خصم عليك، وأظهرت الرضا بذلك، فليس لك أن تعود فتطالب به أو تأخذ ما يساويه؛ لأن الساقط لا يعود.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.