2007-11-13 • فتوى رقم 24128
بسم الله الرحمن الرحيم
أعمل في مجال الفيديو، ولدي خبرة في الكاميرات وأنواعها، تعرفت على شخص خلال عملي يعمل في إنتاج البرامج التلفزيونية، وقد استشارني بداية في نوع الكاميرا التي يريد شراءها لعمل برنامج مع المؤسسة التي أعمل بها، فنصحته بنوع معين لقناعتي به أنه نوع جيد للتصوير وبحسب خبرتي، وقام هو من طرفه باستشارة غيري فأكدوا له المعلومة نفسها بعد أخذ ورد.
رغب هذا الشخص بشراء الكاميرا، وقدروا له ثمنها ب/5000/ دولار أمريكي ثم كان لدي رحلة إلى الولايات المتحدة، وأخبرته بذلك، وأني أستطيع أن أجلبها له
بسعر أقل من ذلك بـ/4000/ وذلك لأني وجدتها في موقع الكتروني بـ/2500/ دولار أي بمربح شخصي 1500 دولار، فأوصاني بجلبها له، وأعطاني /5000/ دولار، وذلك زيادة لكي أشتري بطارية طويلة الأمد إضافية.
المهم أني هناك لم أستطع الحصول عليها من الموقع الإلكتروني الذي عرضها بالمبلغ الذي كان يعرضها بالسعر الرخيص لعدة أسباب منها أنه غير موثوق لتغييره المواصفات ولذلك قمت بالبحث من جديد عن موقع آخر واستشرت العديد من الأشخاص هناك بالإضافة لإجراء العديد جدا من الاتصالات بالشركات هناك، وذلك لضمان ألا يحصل نفس الشيء بل بأن أحصل على سعر مناسب لكي أربح، ولكي لا أضيع النقود في صفقة فيها مواصفات مختلفة للكاميرا، وقد استهلك الأمر مني وقتا كبيرا وجهوداً لكن المهم أني لم أجد بسعر أقل من 4700 دولار شيء مضمون.
فقمت بارسال رسالة أعتذار للرجل أني لن أستطيع جلب الكاميرا لغلاء الثمن المهم أنه أخبرني أن السعر الذي عرضوه عليه ليس في بلده الذي هو فيه، ولكن
في الإمارات (أي سيترتب عليه مبالغ إضافية عن الخمسة آلاف بالإضافة لكون مواصفاتهاحسب رسائله مشابهة لتلك التي ب /2500/ دولار في أمريكا) فقمت بعرض سعر جديد عليه وهو 5650 دولار مع أجور شحنها إلى شيكاغو حيث كنت.
والمهم أنه أرسل لي أنه موافق على السعر ضمن المواصفات المطلوبة.
فقمت بالشراء والحمد لله أتاني بطارية إضافية مع الكاميرا، وحقيبة وغيرها من الإضافات قمت ببيعه البطارية الإضافية بمبلغ 350 دولار إضافي فأصبح المجموع 6000 دولار وحملت الكاميرا معي، وعدت لبلدي وأدخلت الكاميرا مع ما فيها من خطورة أن تعتبر تهريبا ً في بلدي في المطار، ولكن الحمد لله دخلت البلد ولم أتعرض للتفتيش وأعطيته الكاميرا، وبينت له أني قد ربحت فيها مبلغا لم أحدده، وانتهت العملية.
المشكلة ظهرت فيما بعد حيث سألت زوجتي من تثق برأيها دون توضيح كافة التفاصيل لها فقالت لها أن هذا البيع حرام إذ أنني يجب أن أخبره عن مربحي فيها، وأنه أوصاني بالشراء حسب رأيها توصية.
والمعلوم بالعرف أن شخصا يوصي الآخر على شيء عادي ليس على كاميرا تحتاج إلى مراسلات ومباحثات وبذل جهد ووقت وخبرة في الشراء لأجل عدم حصول غش وهو ما كان سيحدث معي في بداية الأمر ناهيك عن دخول المطار بها ومخاطرة التهريب.
السؤال: هل هذا البيع حرام أو لا يجوز؟ أفتوني جزاكم الله خيرا مع التوضيح إن أمكن ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنت بإيصائه لك وقبولك تعتبر وكيلاً بالشراء لحساب موكلك، فليس لك أن تأخذ أي ربح إلا بعلم الموكل، فإذا أعلمته بمقدار الربح الذي أخذته وقبل به فيجوز، وإلا فلا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.