2007-11-26 • فتوى رقم 24549
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على شفيع الأمة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد:
شخص أصل ماله حرام، كان يتاجر في بيع المواد الغذائية برأسمال تحصل عليه عن طريق السرقة من مؤسسة حكومية، ذات يوم قرر أن يتوب، وحتى تصح توبته قام بإعطاء أمواله لجمعية خيرية، ثم أتصل بأحد زبائنه وطلب منه أن يقرضه مالا، وأخذ يتاجر بإستغلال هذا القرض الحسن حتى تمكن من تكوين ثروة من المال، وقام برد الدين لصاحبه.
يبدو أن هذا المال الذي اكتسبه برأسمال حلال و تاجر بها في نشاط حلال حرام للأسباب التالية:
أولا: لولا النشاط الأول المبني على الحرام لما تعرف على هذا الزبون.
ثانيا: الزبون كان يعلم مسبقا أن المقترض غني، وأن ماله سيعود إليه وبالتالي هذا التاجر كان يملك سمعة شفعت له أساسها حرام.
ثالثا: لما تاجر من جديد أكيد أن خبرته التي إكتسبها بالحرام ساعدته في تكوين ثروة جديدة حيث وبصفة آلية استفاد من معارفه ووخبرته أثناء عمله الجديد؟
ألا ترى أن ماله الجديد حرام رغم توبته ومحاولة خروجه من الحرام؟
هل من تجلية للحقيقة المتخفية، وجزاكم الرحمن كل الخير اليوم وغدا.
وخير الختام سلام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى هذا التائب أن يرد ما سرقه إلى الجهة التي سرقه منها، ولا تبرأ ذمته بالتبرع لجمعية خيرية، وبعد ذلك وبعد التوبة النصوح فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.