2008-02-15 • فتوى رقم 26845
مرحباً:
لماذا كل هذه العمليات الإرهابية التي تحصل في العالم، ويقال: إنها من تنظيم إسلامي، مثل قتل أكثر من 5000 بريء في أحداث الـ 11 من سبتمبر، والتي راح منها أعز صديقاتي التي كانت بمثابة أعز أخت لي علي هذه الأرض، وتفجيرات لندن، وتفجيرات عمان، وشرم الشيخ، والرياض، وشمال أفريقيا، والعراق، وباكستان، وأفغانستان، وتركيا، ولبنان الحبيب والعزير علي قلوبنا؟
عندما أسأل أصدقائي المسلمين يقولون: إن الإسلام يتبرأ من هؤلاء؛ فهل هذا صحيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فديننا الإسلامي الحنيف يحترم النفس الإنسانية ويجعل لها حرمتها، ويحرم الاعتداء عليها، ويجعل ذلك من أكبر الكبائر، حيث قرر القرآن الكريم: ﴿مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا﴾ [المائدة:32].
وقال رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الرجل في فسحة من دينه حتى يسفك دمًا حرامًا) أخرجه البخاري.
ولا يجيز الإسلام بحال القتل العشوائي للناس بحيث يؤخذ البريء بالمسيء، والمظلوم بالظالم، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى.
بل حتى في الحرب المشروعة لا يجيز الإسلام قتال إلا من يقاتل بالفعل، ولا تُقتل امرأة ولا شيخ ولا طفل، ولا راهب في صومعة متفرغ لعبادة الله.
فلا يحل تقصد قتل المدنيين غير المحاربين في القتال.
وإني لأستبعد كل الاستبعاد أن يقوم بهذه الأعمال التي ذكرت أحد من المسلمين الملتزمين بدينهم الفاهمين له، فإن دينه ينهاه عن قتل من لا ذنب له.
ولو فُرض أن خلاف ذلك حدث من مسلم فإنه ينبغي أن لا تؤخذ أمةٌ بأسرها بجريمة أفراد محدودين، أو يتهم دين بأنه دين العنف والإرهاب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.