2008-02-23 • فتوى رقم 27116
هل اللواط المقصود به إتيان الذكور بالدبور: الجلد بالجلد، أو من وراء حجاب بالملابس؟
وفي بعض الأحيان تتهيج لدي الحاسة الجنسية، فألمس دبر صديقي بيدي، ولكنني أندم إذا فعلت هذا، وأخاف من عذاب الله وغضبه (أغنانا الله عن الحرام بالحلال)؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط وهو جماع الرجل الرجل الآخر في دبره، محرم بإجماع المسلمين ومن الكبائر شرعاً، بحائل ام بدون حائل؛ لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
وما تفعله هو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، ومناف للفطرة البشرية، لكن لم يرد في الشرع عقوبة لذلك بالحد؛ لأنه دون اللواط قليلا، وإنما اكتفى بالتعزير لو وصل الأمر إلى الحاكم لعاقبك عليه بأشد العقوبة.
لذلك عليك الآن أن تبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد توبته، وعليه أن يكثر من الدعاء وعمل الصالحات من الأعمال كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114]، مع كثرة الاستغفار.
وعليك ترك رفقاء السوء، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك، وأتمنى لك التوفيق.
وأرجو من الله العلي القدير أن يوفقك لتوبة نصوح قبل فوات الأوان، وأن يثبتك عليها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.