2005-11-18 • فتوى رقم 29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك بعض الأقراص الليزريةالتي تحتوي على برامج علمية أو دروس ومواعظ تطلب منا حين تشغيلها أن نقسم على أننا نستعمل نسخة أصلية من البرنامج، علما أنه لا يوجد ببلادنا هذه النسخ الأصلية. وكذلك يوجد أقراص ليزرية تمنع من نسخها وتذكر ان ذلك محرم لأنه اقتطاع مال مسلم بغير حق، علماً بأننا لا ننسخها بغرض البيع إنما للتوزيع فيما بيننا.
السؤال:هل يجوز استعمال ذلك، مع أننا نضغط على القسم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموضوع يدخل تحت اسم الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هو مال أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة من الأقراص المنسوخة بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالا، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني، وعليه فلا بأس بشراء هذه الأقراص–في نظري- بشرط أن لا تمنع منه السلطات المختصة في الدولة، فإذا منعت منه وجب الامتناع عنه، لأن أمر ولي الأمر واجب النفاذ ما دام في حدود المباحات، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59).
وعلى كل حال فإن ضغطك على الزر لا يعد قسما، ما دمت لم تقسم بلسانك وأنت قادر على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.