2008-06-30 • فتوى رقم 30781
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: ماذا سيفعل شخص إذا انقطع عن الصلاة فترة طويلة، فهداه الله ورجع يصلي، هل سيعيد الصلوات الفائتة، أم هناك حل آخر؟
لقد أخبرني شخص مند مدة أن هناك صلاة تصلى مقابل الصلوات الناقصة، فهل هذا صحيح، وأنا لم أر ذلك الشخص مند مدة، ولم أعرف كيف هي هذه الصلاة؟
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالصلاة الفائتة تبقى في ذمة الإنسان، ولا تبرأ ذمته منها إلا أن يقضيها كلها، وليس بصحيح ما سمعت من صديقك.
وكل ما هو مطلوب من الذي فاته عدد من الصلوات أن يقدر الأوقات التي ترك الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم يقضي ذلك بحسب قدرته وإمكانه على مهله، فيقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، وله أن يقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن؛ لأن الفروض مقدمة على السنن، وله أن يقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، وله أن يقضيها كلها في الليل إذا شاء، وله أن يقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد.
والدليل على وجب القضاء حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها)أخرجه النسائي، وقد قاس الفقهاء ترك الصلاة مطلقا على تركها نسيانا أو نوما عنها.
ومما يدلّ على وجوب القضاء أيضاً أنّ النّبي صلى الله تعالى عليه وسلم أمر المجامع في نهار رمضان أن يصوم يوماً مع الكفارة بدل اليوم الذي أفسده بالجماع عمداً؛ فإذا وجب القضاء على التارك ناسياً فالعامد أولى.
وأرجو أن يوفقي هذا الشخص مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.