2006-03-09 • فتوى رقم 3807
أنا امرأة ورثت عن والدي مليوني ليرة، فأخذت المال ووضعته قيد التشغيل، مع شخص قريب مؤمن وصاحب دين، وضعت هذا المبلغ لأعيش من ربحه، ولأساعد أولادي في دراستهم وطلباتهم، لأن والدهم موظف ومعاشه لا يكفي.
طلبت قسماً من المال فرده لي، وبقي الوصل معي على أساس ثقة، وكذلك صهري باع بيته وأعطاه مبلغ مليوني ليرة، أيضاً لقاء التشغيل والاستفادة، على أساس أنه غير مسفيد من البيت لأنه يعيش في الغربة، وبعد سنين طلبنا قسماً من المبلغ، فقال: إنه مفلس ولم يستطع أن يدفع لنا، والآن مضى على هذا القول سنتين ونصف، ونحن بحاجة إلى المال، فصهري أصبح من دون منزل، وأنا من دون مصروف، حتى اضطررت لبيع عقار صغير لأعيش منه، والآن تعرف زوجي على شخص قال بأنه بإذن الله باستطاعته رد المبلغ، مقابل أخذ نسبة 40 % فوافقنا، لأن المبلغ من الصعب جداً الحصول عليه عن طريق المحكمة.
سؤالي: هل إظهار وصل الأمانة الذي رد مبلغه لي مقابل خسارتي حرام؟ أم ماذا؟
وشكراً جزيلاً لكم سلفاً.
والله يجزيكم الخير، وأطال الله في عمركم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الرجل لم ينكر لكم حقكم، لكنه أظهر إفلاسه، والله تعالى هوأعلم بحقيقة أمره، لذلك فليس لكم إنكار ما أداه إليكم بأن تظهروا له الآن الوصل، على أنه لم يعطكم شيئاً، لكن لكم مطالبته بحقكم فحسب، وهو آثم إن أخره عنكم بلا سبب، ففي الحديث الشريف:
عن أبي هريرة قال: مطل الغني ظلم, وإذا أتبع أحدهم على مليء فليتبع. رواه الجماعة. وفي لفظ لأحمد: ومن أحيل على مليء فليحتل.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مطل الغني ظلم, وإذا أحلت على مليء فاتبعه. رواه ابن ماجه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.