2009-07-25 • فتوى رقم 38498
قرأت في أحد كتب السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر على الصحابة قتالهم في سرية نخلة في الشهر الحرام.
ولكني كنت قرأت في نفس الكتاب أنه صلى الله عليه وسلم أرسل قبل ذلك سعد بن أبي وقاص ليعترض عيراً لقريش في شهر ذي القعدة، وهو شهر حرام.
فكيف ذلك، وهل هو صحيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعن الزّهريّ رضي الله عنه قال: «كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرّم القتال في الشّهر الحرام، ثمّ أحلّ بعد».
وقال عطاء بن ميسرة: أحلّ القتال في الشّهر الحرام في براءةٌ قوله تعالى: «فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم وقاتلوا المشركين كافّةً»، يقول: فيهنّ وفي غيرهنّ.
قال الطّبريّ: والصّواب من القول في ذلك ما قال عطاء بن ميسرة من أنّ النّهي عن قتال المشركين في الأشهر الحرم منسوخٌ بقول اللّه عزّ وجلّ: «إنّ عدّة الشّهور عند اللّه اثنا عشر شهراً في كتاب اللّه يوم خلق اللّه السّموات والأرض منها أربعةٌ حرمٌ ذلك الدّين القيّم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم وقاتلوا المشركين كافّةً كما يقاتلونكم كافّةً».
قال الطبري: وإنّما قلنا ذلك ناسخٌ لقوله تعالى: «يسألونك عن الشّهر الحرام قتالٍ فيه. قل قتالٌ فيه كبيرٌ» لتظاهر الأخبار بذلك عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.