2005-11-29 • فتوى رقم 405
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ سؤالي هو كثيراً ما نجلس مع أشخاص لا يبالون إطلاقاً بمسألة الغيبة، ويقومون بشتم هذا وسب هذا ونحن جالسون وسطهم، ولكن لا نقول أبداً مثل قولهم، لأننا نعلم مدى حرمانية هذا ومدى خطورة هذا الأمر، حيث إننا حريصون على عدم فقدان حسناتنا وفى بعض الأحيان نقوم بنهيهم عن الغيبة بطريقة حسنة، ولكن فى بعض الأحيان يحدث نوع من الحرج فلا نستطيع نهيهم عن هذا، فهل إذا جلسنا مع أشخاص يغتابون الناس ونحن لا نقوم بهذا أبداً فهل نحن شركاء لهم في هذا الذنب، لأننا نجالسهم؟ مع العلم أنهم قد يكونون من الأقارب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا حرج عليك مادمت تنهاهم عن الغيبة وأنت غير راض عن فعلهم هذا، لكن عليك أن تحاول تجنب مجالسهم قدر الإمكان، فإن غلبت على أمرك ولم يكن لك عليهم سلطة، فلا إثم عليك في ذلك، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه الأئمة أحمد بن حنبل في مسنده ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن سيدنا أبي سعيد الخـُـدري رضي الله عنه، إلا أن يكون المسلم من العلماء والقادة، فيجب عليه في هذه الحال أن يعتزلهم بعد عجزه عن نهيهم، لكي لا يظن أحد جواز ذلك ببقائه، فيقول: كان ذلك المنكر في حضرة فلان..
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.